للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر معاليق الكعبة وما أهدي إليها في معنى الحلية:

قال المسعودي في أخبار الفرس: وكانت الفرس تهدي إلى الكعبة أموالا في صدر الزمان وجواهر، وقد كان ساسان بن بابك أهدى غزالين من ذهب وجواهر وسيوفا وذهبا كثيرا، فدفن في زمزم، وقد ذهب قوم من مصنفي الكتب في التواريخ وغيرها من السير أن ذلك كان لجرهم حين كانت بمكة، وجرهم لم تكن ذات مال فيضاف ذلك إليها، ويحتمل أن يكون لغيرها١، والله أعلم ... انتهى.

ويقال: إن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي أول من جعل في الكعبة السيوف المحلاة بالذهب والفضة ذخيرة للكعبة، ذكر ذلك صاحب "المورد العذب الهني".

وذكر الأزرقي رحمه الله أشياء أهديت للكعبة، لأنه قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن الواقدي، عن أشياخه قال: لما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدائن كسرى كان مما بُعث إليه هلالان، فبعث بهما من يعلقهما في الكعبة، وبعث عبد الملك بن مروان بالشمسيتين وقدحين من قوارير، ثم قال: وبعث الوليد بن عبد الملك بقدحين، وبعث الوليد بن يزيد بالسرير الزينبي وبهلالين، ثم قال: بعث أبو العباس يعني السفاح بالصفحة الخضراء، وبعث أبو جعفر يعني أخاه المنصور بالقرورة الفرعونية وبعث المأمون بالياقوتة التي تعلق كل سنة في وجه الكعبة في الموسم بسلسلة من ذهب، وبعث أمير المؤمنين جعفر المتوكل بشمسية عملها من ذهب، مكللة بالدر الفاخر، والياقوت الرفيع، والزبرجد، وسلسلة تعلق في وجه الكعبة في كل موسم.

وقال الأزرقي: حدثني سعيد بن يحيى البلخي قال: أسلم ملك من ملوك التبت٢ وكان له صنم من ذهب يعبده في صورة إنسان، وكان على رأس الصنم تاج من ذهب مكلل بخرز الجوهر، والياقوت الأحمر والأخضر، والزبرجد، وكان على سرير مربع مرتفع على الأرض على قوائم، والسرير من فضة، وعلى السرير فرشة الديباج، وعلى أطراف الفرش أزرار من ذهب وفضة مرخاة، والأزرار٣ على قدر الكرسي في وجه


١ مروج الذهب ١/ ٢٤٢.
٢ في أخبار مكة ١/ ٢٢٥: "التبت".
٣ في أخبار مكة ١/ ٢٢٥: "أزرار".

<<  <  ج: ص:  >  >>