للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درهما فضة ثم أدخل الكتاب فيه، وجعل على رأس القصبة ثلاث رزات، وجعل للرزات ثلاث سلاسل من فضة، ثم دخل الكعبة يوم الاثنين لأربع ليال خلون من صفر، ومعه محمد بن يحيى صاحب شرطته، وهو يومئذ على الخراج والبريد والصوافي، فأقاما فيها حين علقت هذه القصبة مع معاليق الكعبة، وذلك في صفر سنة اثنين وستين ومائتين١.... انتهى.

وأفاد الفاكهي في صفة الياقوتة التي بعثها المأمون ما لم يفده الأزرقي، وهي أنها أكبر من الدرة اليتيمة، لأنه قال: وبعث أمير المؤمنين المأمون بالياقوتة التي كانت تعلق كل سنة في وجه الكعبة بسلسلة من ذهب، وهي أكبر من الدرة اليتيمة. حدثني حسن بن حسين الأزدي قال: حدثنا إسماعيل بن مجمع قال: وزنت الدرة اليتيمة، فإذا وزنها مثالان ونصف وربع وعشر ... انتهى.

ومما أُهدي لها من هذا القبيل بعد الأزرقي: قناديل بعث بها المطيع العباسي٢، كلها فضة، خلا قنديلا منها كان ذهبا، زنته ستمائة مثقال، ذلك في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة٣.

ومن ذلك قناديل ومحاريب أهداها إلى الكعبة صاحب عمان، على ما ذكر أبو عبيد البكري في كتابه "المسالك والممالك" ونص كلامه: وقد أهدى صاحب عمان إلى الكعبة بعد العشرين وأربعمائة محاريب مبنية زنة المحراب أزيد من قنطار، وقناديل في نهاية الإحكام، وسمرت المحاريب في الكعبة مما يل بابها.... انتهى.

ومن ذلك: قناديل ذهب وفضة، أهداها للكعبة الملك المنصور عمر بن علي بن رسول صاحب اليمن في سنة اثنين وثلاثين وستمائة.

ومن ذلك: قفل ومفتاح أهداه إليها الملك الظاهر بيبرس٤ صاحب مصر، وركب عليها القفل المذكور.

ومن ذلك: حلقتان من ذهب مرصعتان باللؤلؤ والبلخش، كل حلقة وزنها ألف مثقال، وفي كل حلقة ست لؤلؤات فاخرات، وبينها ست قطع بلخش فاخر، بعث بذلك الوزير علي شاه وزير السلطان أبي سعيد بن خرابنده ملك التتر على يد الحاجي مولا واخ، في سنة ثمان عشرة وسبعمائة، ولما أراد تعليق ذلك بباب الكعبة منعه منه أمير


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢٣٦، ٢٣٧.
٢ تولى الخلافة سنة ٣٣٤ وبقي إلى سنة ٣٦٣هـ.
٣ إتحاف الورى ٢/ ٤٠٧، المنتظم ٧/ ٥٣، الجامع اللطيف "ص ١١٢، درر الفرائد "ص: ٢٤٥".
٤ ولي السلطنة في مصر سنة ٦٥٨هـ" وظل بها حتى توفي "٦٧٦هـ" شذرات الذهب ٥/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>