كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام

الباب الحادي عشر - ذكر شيء من فضائل الحجر الأسود وما جاء في كونه من الجنة - ج: 1 - ص: 227

ذكر ما رؤي من البياض في الحجر الأسود بعد اسوداده:

ذكر ابن جبير في خبر رحلته: أن في الحجر الأسود نقطة بيضاء صغيرة مشرقة١ ولم يذكر سواها، وكانت رحلته في سنة تسع وسبعين وخمسمائة.

وقال الفقيه سليمان بن خليل العسقلاني في "منسكه" بعد ذكر الشيء يتعلق بالحجر الأسود: قلت أنا: ولقد أدركت في الحجر الأسود ثلاث مواضع٢ بيض في الناحية التي تلي باب الكعبة المعظمة، إحداها: وهي أكبرهن، في قدر حبة الذرة الكبيرة.

والأخرى: إلى جنبها، وهي أصغر منها.

والثالثة: إلى جنب الثانية، وهي أصغر من الثانية فإنها في قدر حبة الدخن.

ثم إني أتلمح تلك النقطة، فإذا هي كل وقت في نقص ... انتهى.

ونقل القاضي عز الدين بن جماعة في "منسكه" كلام ابن خليل هذا، وذكر أنه رأى الحجر الأسود في سنة ثمان وسبعمائة وفيه نقطة بيضاء ظاهرة، وأنه لم يرها في سنة ست وثلاثين إلا بعد جهد٣ ... انتهى.

وكنت ذاكرت بهذا الأمر من نحو خمس عشرة سنة بعض مشايخنا فذكر لي أن في الحجر الأسود نقطة بيضاء خفية جدا ... انتهى.

ولم يذكر لي موضعها من الحجر، ولعلها النقطة الموجودة فيه الآن، فإن في جانبه مما يلي باب الكعبة من أعلاه نقطة بيضاء قدر حبة سمسمة على ما أخبرني به ثلاثة نفر يعتمد عليهم من أصحابنا الفقهاء المكيين في يوم الجمعة خامس عشر جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة، إلا أن بعضهم لم يخبرني بذلك إلا في يوم السبت ثاني تاريخه، وأخبرني الثلاثة أنهم رأوا ذلك في يوم الجمعة المذكور، وشكرت لهم، فالله يثيبهم.

---

١ رحلة ابن جبير "ص: ٦٧".
٢ هكذا وردت بالأصل، والصواب "ثلاثة مواضع".
٣ هداية السالك ١/ ٥٩.