للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المحب الطبري: ومعنى الحديث والله أعلم أن كل ملك إذا قُدِمَ عليه قُبِلَت يمينه، ولما كان الحاج والمعتمر أول ما يقدمان يسن لهما تقبيله نزل منزلة يمين الملك ويده، ولله المثل الأعلى، وكذلك من صافحه كان له عند الله عهد، كما أن الملوك تعطي العهد بالمصافحة، والله أعلم١.

أنشدني العلامة بدر الدين أحمد بن محمد بن الصاحب المصري إجازة لنفسه قوله:

للحجر الأسود كم لاثم ... وساجد مرغ فيه الجباه

تزدحم الأفواه في ورده ... كأنه ينبوغ ماء الحياة

وقوله فيما أنبأنا به:

في الحجر الأسود كم أودعت ... أسرار أنس من علوم الغيوب

تزدحم الأفواه في لثمه ... كأنه يلفظ قوت القلوب

وقوله فيما أنبأنا به:

للحجر الأسود سر خفي ... وقد بدا للعين منه شهود

قد ضمت قلوب الورى ... كأنه قلب سواد الوجود

وقوله فيما أنبأنا به:

أقول وقد زوحمت عن لثم أسود ... من البيت إن تحجب فما السر يحجب

فإنك مني بالمحل الذي به ... محل سواد العين، أو أنت أقرب


١ القرى "ص: ٢٨٠" عزاء المحب الطبري لأبي عبد القاسم بن سلام، وأبي طاهر المخلص في فوائده وابن الجوزي في مثير الغرام الساكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>