للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسم من يقع عليه ففروا فهلكوا في كل طريق وسهل، وأما أبرهة فتساقطت أنامله وآرابه، وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه، وانفلت وزيره أبو يكسوم وطائر يحلق فوقه، حتى بلغ النجاشي، فقص عليه القصة، فلما أتمها وقع الحجر عليه فخر ميتا بين يديه، وذكر أن أهل مكة احتووا على أموال الحبشة، وأن عبد المطلب جمع من جواهرهم وذهبهم ما كان سبب يساره١ ... انتهى باختصار.

وقال السهيلي: وكانت قصة الفيل في أول المحرم سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة من تاريخ ذي القرنين٢.

وقال أبو عمر بن عبد البر: وأما الخوارزمي محمد بن موسى فقال: كان قدوم الفيل مكة وأصحابه لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم. قال: وقد قال ذلك غير الخوارزمي، وزاد: يوم الأحد، قال: وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة.

ونقل الحافظ الدمياطي عن أبي جعفر محمد بن علي: أن قدوم الفيل كان في النصف من المحرم ... انتهى.

فيتحصل من هذا أن في تاريخ قدوم الفيل من شهر المحرم ثلاثة أقوال: هل هو أوله، أو نصفه، أو لثلاث عشرة ليلة بقيت منه؟ والله أعلم بالصواب.

هلاك من أراد الكعبة بسوء ٣:

وجاء في هلاك من أراد الكعبة بسوء أخبار أُخر:

منها: ما رويناه عن أم المؤمنين أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليخسفن بقوم يؤمون البيت ببيداء من الأرض" ٤.

ومن الأخبار الواردة في الانتقام ممن أساء الأدب في الكعبة أو حولها: ما رويناه في "السيرة" لابن إسحاق وغير ذلك عن عائشة رضي الله عنهما أنها قالت: ما زلنا نسمع أن إسافا ونائلة كانا رجلا وامرأة من جرهم أحدثا في الكعبة فمسخهما الله تعالى حجرين٥، والله أعلم.

ومن ذلك: ما رويناه في المعجم الكبير للطبراني عن حويطب بن عبد العزى قال: كنا جلوسا بفناء الكعبة في الجاهلية فأتت امرأة تعوذ بها من زوجها، فمد يده إليها فيبست، فلقد رأيته في الإسلام وإنه لأشل٦ ... انتهى.


١ الروض الأنف ١/ ٦٨- ٧١.
٢ الروض الأنف ١/ ٧١.
٣ ما بين القوسين عنوان من وضع المحقق.
٤ أخرج نحوه الأزرقي ٢/ ٢٣، وانظر مثير الغرام "ص: ٢٩١".
٥ سيرة ابن هشام ٣/ ٢٩١.
٦ المعجم لكبير للطبراني ١/ ٢٣١، وعبد الرزاق "٨٨٦٦" لكن قال إن العائذ أَمَةٌ، وأن الذي جذبه سيدتها، والأزرقي ٢/ ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>