للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر شيخنا الحافظ العراقي الحكمة من غسل صدر النبي صلى الله عليه وسلم بماء زمزم، ليقوى به صلى الله عليه وسلم على رؤية ملكوت السماوات والأرض، والجنة والنار، لأن من خواص ماء زمزم: أنه يقوي القلب، ويسكن الروع ... انتهى.

وروينا في تاريخ الأزرقي عن ابن عباس رضي الله عنهما: اشربوا من شراب الأبرار. وفسره بماء زمزم١.

وروينا فيه عن وهب بن منبه معنى ذلك٢.

وروينا في "المعجم الكبير" للطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن التضلع من ماء زمزم علامة ما بيننا وبين المنافقين" ٣.

وروينا من حديثه رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم: أخرج هذه الأحاديث الحافظ شرف الدين الدمياطي، وقال فيما أثبت به عنه: إسناد صحيح.

وروينا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل، وسقيا الله إسماعيل" ٤.

أخبرني بهذا الحديث أحمد بن محمد بن عبد الله الحميري، وإبراهيم بن عمر، ومحمد بن محمد الصالحيان إذنا عن الحافظ شرف الدين الدمياطي، أن الحافظ يوسف بن خليل أخبره، قال: أخبرنا أبو الفتح ناصر بن محمد الوبرج٥، قال: أخبرنا إسماعيل بن الفضل الإخشيد، قال: أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن الدارقطني، قال: حدثنا عمر بن الحسن بن علي، قال: حدثنا


١ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٥٣.
٢ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٤٩.
٣ أخرجه: ابن ماجه ٢/ ١٠١٧، والحاكم ١/ ٤٧٢، والبيهقي في السنن ٥/ ١٤٧، والدارقطني ٢/ ٢٨٨، والسيوطي في الكبير ١/ ٣، وعزاه للبخاري في التاريخ الكبير، وابن ماجه، وأبي نعيم في الحلية، والطبراني في الكبير.
٤ أخرجه: الدارقطني ٢/ ٢٨٤، وفيه: "وإذا شربته لشبعك أشبعك الله به" وابن ماجه "٣٠٦٢"، والطبراني في الأوسط "٨٥٣"، وأحمد ٣/ ٢٢٠، والبيهقي في السنن ٥/ ١٤٨، والمستدرك "١٧٣٩"، والديلمي في الفردوس "٣١٧١"، والعقيلي ٢/ ٣٠٣، وابن عدي ٤/ ١٤٥٥، والبيهقي في شعب الإيمان "٤١٢٧".
٥ انظر: العبر للذهبي ٤/ ٢٨٢، والنجوم الزاهرة ٦/ ١٤٣، وشذرات الذهب ٤/ ٢١٥، وقد اختلف لقبه من كتاب لآخر فذكر: "الدبري" عند الدارقطني، و"الوبرج" في العبر، و"التوترح" في النجوم الزاهرة "٠١٨". في سنن الدارقطني ٢/ ٢٨٤: "المردزي"، وكذلك في المستدرك ١/ ٤٧٣، وميزان الاعتدال ٣/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>