للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلامه فيها: باعتبار أن له على مزارعها كل سنة مائة غرارة مكية، وله مثل ذلك على بلدة يقال لها: دوقة١ على يوم من الحسبة، وله مائتا غرارة على الواديين، وله مثل ذلك على الليث٢، ويبعث أمير مكة إلى كل من هذه الأماكن من يقبض ذلك من أهلها.

وأبعد مكان عن حد هذه الأماكن عن مكة لأميرها فيه كلام الآن: وادي الطائف، ووادي ليه، ولأمير مكة فيهما من الكلمة والعادة على أهلها أكثر مما له على الأماكن السابق ذكرها، ووادي الطائف، ووادي ليه داخلان في ولاية قاضي مكة، وله بهما نواب.

وأبعد مكان عن مكة في صوب المدينة لأمير مكة الآن فيه كلام: وادي الهدة - هدة بني جابر وهو على مرحلة من مر الظهران.

وولاة مكة الآن يأخذون ما يغرق في البحر فيما بين جدة ورابغ٣ ويرون أن ذلك يدخل في عملهم، وجدة من أعمال مكة في تاريخه وفيما قبله، وهي على مرحلتين من مكة، وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر شيء من خبرها.

ومما يناسب ذكره في هذا الكتاب بيان الحجاز لتكرر ذكره فيه، وهو: مكة، والمدينة، واليمامة، ومخاليفها.

وبهذا فسر الإمام الشافعي في "الأم" الحجاز فيما نقله عنه البندنيجي، وفي دخول اليمن في الحجاز وجهان. وقيل: إن تبوك، وفلسطين، من الحجاز، وقيل: إن حدود الحجاز مما بين جبلي طييء إلى طريق العراق.

وسمي حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد، قاله ابن الكلبي والأصمعي وغيرهما.

واليمامة المشار إليها من اليمن على مرحلتين من الطائف وعلى أربع من مكة، قاله النووي في "تهذيب الأسماء واللغات٤". فعلى هذا لا تكون البلاد المعروفة ببجيلة من الحجاز لأنها على الطائف أبعد مما بين الطائف واليمامة.

وبلاد بجيلة واليمامة في جهة واحدة وهي جهة نجد اليمن، ولكن بلاد بجيلة أكثر دخولا في اليمن من اليمامة فلا يستقيم عد بلاد بجيلة في الحجاز، والله أعلم.

وأهل مكة إلى الآن لا يطلقون الحجاز إلا على الطائف وما قرب منه كلية ولا يطلقون ذلك على بلاد بجيلة، ولعل ذلك لكونها داخلة في اليمن، والله أعلم.

والمخاليف المذكورة في حد الحجاز هي مخاليف مكة والمدينة واليمامة.

والمخاليف قرى مجتمعة، والمخاليف -بفتح الميم والخاء- جمع مخلاف -بكسر الميم- ومكة من تهامة، قاله النووي٥.


١ دوقة: واد على طريق الحاج من صنعاء إذا سلكوا، بينه وبين يلملم ثلاثة أيام. "معجم البلدان ٢/ ٤٨٥".
٢ الليث: بكسر اللام ثم الباء ساكنة. وينطقها أهل الحجاز الليث، بالكسر المشدد في أوله وإبدال الثاء تاء، وهو واد بأسفل السراة يدفع في البحر "معجم البلدان" ٥/ ٢٨".
٣ رابغ: هو واد يقطعه الحاج بين البزواء والجحفة دون عزوز "معجم البلدان ٣/ ١١".
٤ تهذيب الأسماء واللغات ٢ ق ٢/ ٢٠١.
٥ تهذيب الأسماء واللغات ٢ ق ١/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>