للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ الأزرقي زيادة في خبر هذا المكان١، وفيه القولان في تعيين الذبيح هل هو إسحاق أو إسماعيل، قال المحب: والأكثر على أنه إسحاق٢ ... انتهى.

وذكر الفاكهي ما يقتضي أن هذا الكبش نحر في غير هذا الموضع، لأنه روى حديثا بسنده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة ذبح إبراهيم لإسماعيل، وفيه فنزل عليه كبش من ثبير فاضطره إلى الجبل، ثم جاء به حتى نحره بين الجمرتين. انتهى. وسيأتي هذا الخبر في الباب السادس والعشرين من هذا الكتاب.

وذكر المحب الطبري ما يؤيد ذلك، وتبين هذا المنحر الذي بين الجمرتين، لأنه نقل عن أبي ذر الهروي خبرا لفظه: وعن ابن عباس قال: نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم في منحر إبراهيم الذي نحر فيه الكبش، فاتخذوه منحرا. وهو المنحر الذي ينحر فيه الخلفاء اليوم يقال هذا منحر، وكل منى منحر.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما تقول اليهود: إن المفدى إسحاق، وكذبت، إنما هو إسماعيل. أخرجه أبو داود. ثم قال: وعنه رضي الله عنه قال: الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسماعيل أو إسحاق ... انتهى باختصار.

ثم قال: أخرجه أبو سعيد في "شرف النبوة" ثم قال: وهذان الحديثان بينهما تضاد، لأن حديث أبي سعيد يتضمن أن مكان ذبح إبراهيم في أصل ثبير، وحديث أبي ذر يتضمن أنه منحر الخلفاء اليوم، وذلك في سفح الجبل المقابل له ... انتهى.

وهذا المنحر هو الدار المعروفة بدار المنحر بمنى بين الجمرتين الأولى والوسطى بقرب المسجد الذي سبق ذكره قبل هذا المسجد، وهي مشهورة بذلك عند الناس. وعندها ينحر هدي صاحب اليمن.

والمسجد المعروف بمسجد الكبش ثلاثة أروقة مكشوفة لا سقف لها، وفي كل من المقدمين عقدان، وله أبواب خمسة: اثنان في جداره القبلي عن يمين المحراب ويساره، واثنان في مؤخرة حائطه الشرقي والغربي، وبابه الخامس خوخة في جداره المؤخر، وفي الرواق الأوسط بابان يدخل منهما إلى الرواق المقدم، وفي مؤخره عند الباب الذي يلي المشرق حفرة صغيرة فيها حجر مبني في الجدار فيه أثر يقال إنه أثر الكبش الذي فدي به الذبيح ابن إبراهيم عليه السلام.

وطول هذا المسجد من مؤخره إلى جداره القبلي: تسعة عشر ذراعا وربع ذراع وعرضه: ثلاثة عشر ذراعا وسدس، الجميع بذراع الحديد، وأكثر هذا المسجد الآن


١ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٧٥.
٢ القرى "ص: ٤٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>