للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبه إلى الأزرقي قال جدي: الأحجار التي بين يدي المنارة هي موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يزل الناس وأهل العلم يصلون هنالك١.

ذكر صفة مسجد الخيف الآن وذرعه بذراع الحديد:

ذكر الأزرقي رحمه الله ذرع مسجد الخيف بذراع اليد وصفته في عصره٢، وذكرنا ذلك في أصل هذا الكتاب، مع صفته الآن، وذرعه بذراع الحديد المتقدم ذكره، وشيء من خبر عمارته بعد الأزرقي رحمه الله واقتصرنا هنا على ذكر صفته الآن، وذرعه بذراع الحديد، لكونه أبلغ في تعريفه مع ما علمناه من خبر عمارته.

ذكر صفته الآن:

هو مسجد كبير مربع، في قبلته أربع محاريب غير محرابه الكبير، ثلاثة عن يساره وواحد عن يمينه، ومنبره درج عالية، وفي مقدمه أربعة أروقة مسقوفة بآجر معقود بالنورة كالأطباق، وله رواق آخر لاصق بجداره الذي يلي الطريق العظمى، غير مسقوف، وبابه الأعظم في نحو وسط هذا الجدار، وله باب آخر كبير في جداره المؤخر الذي يلي عرفات، وخوختان في جداره الذي يلي الجبل، وفي وسطه منارة مربعة بين يديها موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم محوط بحجارة فيها محراب صغير، وفي طول المسجد فيما بين بابه الكبير والمنارة سقاية كبيرة معقودة في الأرض على أعمدة لها خمسة أبواب، تسقي الناس منها، وعن يمين القبلة من خارج الأروقة درجة لاصقة بالرواق الذي يلي الطريق، يصعد منه إلى أعلى سقف الأروقة المذكورة، وجدران المسجد عالية لها شرافات، وعلى باب المسجد الكبير نصب عال قد سقط أكثره. وكذلك سقط جانب من المسجد مما بين بابه الكبير والقبلة. وقبة كبيرة كانت على المحراب سقطت أيضا مع جانب من وسط حائطه القبلي.

ذكر ذرعه:

طوله من وسط حائطه القبلي إلى مؤخره: مائتا ذراع وعشرة أذرع، وعرضه من الجدار الذي فيه بابه الكبير إلى الجدار المقابل له الذي يلي الجبل: مائة ذراع وسبعة وتسعون ذراعا ونصف ذراع. وذرع ارتفاع جداره القبلي من داخله من الأرض: أحد عشر ذراعا، ومن خارجه: سبعة أذرع ونصف، وارتفاع جداره الذي يلي الجبل من داخله: ثمانية أذرع إلا ثلث ومن خارجه: أربعة أذرع، وارتفاع جداره الذي يلي عرفة من داخله: سبعة أذرع، ومن خارجه، خمسة أذرع إلا ثلث، وارتفاع جداره الذي يلي الطريق من داخل المسجد: ستة أذرع وربع ذراع. ومن خارجه: تسعة أذرع إلا ثلث،


١ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٧٤.
٢ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>