للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: الموضع الذي يقال له: مولد جعفر الصادق بالدار المعروفة بدار أبي سعيد بقرب دار العجلة، لأن على بابه حجرا مكتوب فيه: هذا مولد جعفر الصادق رضي الله عنه، ودخله النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه أن بعض المجاورين أمر بعمارته في صفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة١ ... انتهى.

ويقال لهذا الموضع مولد جعفر بن أبي طالب المعروف بالطيار، والله أعلم بحقيقة ذلك. وطول هذا الموضع من الجدار الذي فيه بابه إلى الجدار المقابل له وهو القبلي: ستة عشر ذراعا وثلث ذراع، وعرضه: سبعة أذرع إلا ربع ذراع، الجميع بذراع الحديد وكان تحرير ذلك بحضوري.

ذكر الدور المباركة بمكة المشرفة:

بمكة دور مباركة معروفة عند الناس وغالبها مساجد، ولكنها مشهورة عند الناس بالدور، ولذلك أفردناها بالذكر عن المساجد.

منها: دار خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها بالزقاق المعروف بزقاق الحجر بمكة، ويقال له أيضا: زقاق العطارين على ما ذكره الأزرقي٢، وتعرف هذه الدار بمولد فاطمة رضي الله عنها، لكونها ولدت فيها هي وإخوتها أولاد خديجة رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه وسلم على ما ذكره الأزرقي، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بخديجة فيها، وأنها توفيت فيها، ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم ساكنا فيها حتى هاجر إلى المدينة، فأخذها عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم اشتراها منه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو خليفة، فجعلها مسجدا يصلى فيه وبناه ... انتهى باختصار.

وذكر في موضع آخر أن معتب بن أبي لهب أخذ بيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فباعه من معاوية رضي الله عنه بمائة ألف درهم٣ ... انتهى. وهذا يخالف ما ذكره من أن عقيلا رضي الله عنه أخذ بيت خديجة، والله أعلم بالصواب.

وغالب هذه الدار الآن على صفة المسجد، لأن فيها رواقا فيه سبعة عقود على ثمانية أساطين، في وسط جداره القبلي ثلاثة محاريب، وفيه ست وعشرون سلسلة في صفين، وأمامه رواق فيه أربعة عقود على خمس أسطوانات، وبين هذين الرواقين صحن، والرواق الثاني أخصر من الرواق المتقدم، لأن قربه بعض المواضع التي يقصدها الناس بالزيارة في هذه الدار، وهي ثلاثة مواضع:

الأول: الموضع الذي يقال له مولد فاطمة رضي الله عنها.


١ إتحاف الورى ٣/ ٤١.
٢ أخار مكة للأزرقي ٢/ ٧٨.
٣ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>