للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قول النووي في "التهذيب" وغيره أن ثبيرا جبل عظيم بالمزدلفة على يسار الذاهب إلى منى، ويمين الذاهب من منى إلى عرفات، وأنه المذكور في صفة الحج، والمراد في مناسك الحج، فقد اعترضه شيخنا القاضي مجد الدين الشيرازي، وقال: إنه قول فيه مقال، ورجم بالغيب، ومخالفة لإجماع أئمة اللغة والتواريخ، ثم قال شيخنا: نعم في المزدلفة جبل يسمى ثبيرا، وليس هو المراد في مناسك الحج ... انتهى، والله أعلم.

وذكر ياقوت في "معجم البلدان"١ أن ثبيرا اسم لثمانية مواضع فنذكر كلامه لإفادة ذلك، ونص كلامه: باب: ثبير: ثمانية مواضع بفتح أوله كسر الباء الموحدة ثم ياء ساكنة وراء.

الأول: ثبير من أعظم جبال مكة، بين مكة وعرفة، وهو المراد بقولهم في الجاهلية: أشرف ثبير، كيما نغير.

الثاني: ثبير الزنج بمكة أيضا، قالوا: لأن الزنج كانوا يجتمعون عنده للعب واللهو.

الثالث: ثبير الأعرج "وثبير الأحدب"٢.

الرابع ثبير الخضراء.

الخامس: ثبير النصع، وهو جبل المزدلفة.

السادس: ثبير غينا٣ وهذه السبعة بمكة، ويقال لها: الأثبرة.

الثامن: ثبير: ماء في بلاد مزينة أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم شريح بن ضمرة المزني٤ ... انتهى.

هكذا وجدت في نسخة سقيمة من "مختصر معجم البلدان لياقوت" ولا يستقيم ما فيها من أن بمكة سبعة أثبرة إلا بأن يكون سقط من النسخة ذكر ثبير السابع، أو يكون ثبير الأعرج وثبير الأحدب اثنين، فإن الموجود في النسخة يوهم أنهما واحد، ويكون سقط الرابع قبيل قوله: وثبير الأحدب، ويكون على هذا قوله: الرابع والخامس والسادس سهوا في العدد، وهذا الاحتمال أظهر٥، لأن الرضى الصاغاني قال: من الأثبرة ثبير


١ النص المذكور في المتن ليس من "معجم البلدان" بل هو من المشترك وضعا والمفترق صقعا" لياقوت أيضًا "ص: ٨٦، ٨٧".
٢ ما بين القوسين ليس في "المستدرك".
٣ في المشترك: "السابع ثبير الأحدب".
٤ المشترك وضعا والمفترق صقعا "ص: ٧٦: ٨٧".
٥ الواضح أن المؤلف اطلع على نسخة سقيمة من "المشترك" ويسميه "مختصر معجم البلدان"، وهي التي جعلته يسهب في التحليل والتعليق، ولو اطلع على نسخة سليمة كالتي وصلتنا مطبوعة لوقف على أسماء الأثبرة كاملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>