للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: البناء المربع المشار إليه في هذا الكلام هو الذي يقال له بيت آدم بعرفة، وكان سقاية للحاج، أمرت بعملها العجوز والدة المقتدر العباسي، على ما هو مكتوب في حجر في حائطها القبلي، ومن ركن هذه السقاية الذي يلي جبل الرحمة من جهة مكة إلى الموضع الذي فيه الآن المحامل بعرفة: مائة ذراع وأحد عشر ذراعا بالحديد، يكون ذلك بذراع اليد: مائة ذراع وستة وعشرين ذراعا وستة أسباع ذراع، ومن موقف المحامل الآن بعرفة إلى ما يقابله من جهة جبل الرحمة: سبعة -بتقديم السين- وثلاثون ذراعا بالحديد، يكون ذلك بذراع اليد: اثنين وأربعين ذراعا وسبعي ذراع. ومن موقف المحامل بعرفة إلى ركن مسجد نمرة الذي يلي عرفة والطريف: ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة ذراع وخمسة وتسعون ذراعا -بتقديم التاء- وربع ذراع يكون ذلك بذراع اليد ثلاثة آلاف وثمانمائة ذراع وستة وسبعين ذراعا -بتقديم السين- وذلك ميل وثلاثة أرباع سبع ميل يزيد ذراعا على القول بأن الميل ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع.

ومن جدار باب بني شيبة إلى الموضع الذي يقف فيه المحامل الآن بعرفة ثلاثة وأربعون ألف ذراع وثمانية وثمانون ذراعا وسبع ذراع بذراع اليد، يكون ذلك على القول بأن الميل ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع: اثنى عشر ميلا وخمس ميل وعشر ميل وعشر عشر ميل يزيد ثلاثة أذرع وسبع ذراع.

ومن عتبة باب المعلاة إلى موقف المحامل الآن بعرفة: أربعون ألف ذراع وتسعمائة ذراع -بتقديم التاء- وإحدى وستون ذراعا وسبع ذراع بذراع اليد، يكون ذلك على القول بأن الميل ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع: أحد عشر ميلا وثلاثة أخماس ميل وعشر ميل وخمس سبع عشر ميل، يزيد ذراعا وسبع ذراع، ولا فضيلة للوقوف على الجبل الذي يقال له جبل الرحمة بعرفة، لأن مالكا رحمه الله كره الوقوف على جبل عرفة، وكان هذا الجبل صعب المرقى فسهله الوزير الجواد الأصفهاني، وبنى فيه مسجدا ومصنعا للماء، والقبة التي فيه الآن جددت في سنة تسع وتسعين وسبعمائة١ بعد سقوطها في التي قبلها، وعمارتها من مال أنفذه الملك الظاهر برقوق صاحب مصر، وما عرفت في أي وقت عمرت هذه القبة بهذا الجبل، وكانت موجودة في سنة تسع وسبعين وخمسمائة على ما ذكر ابن جبير، وذكر أنها تنسب لأم سلمة رضي الله عنها٢، والله سبحانه وتعالى أعلم بصحة ذلك.


١ إتحاف الورى ٣/ ٤٠٦، العقد الثمين ٣/ ٢٥٧، درر الفرائد "ص: ٣١٦".
٢ رحلة ابن جبير "ص: ١٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>