للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإسماعيل -عليه السلام- أيضا أول من ركب الخيل؛ لأن الزبير بن بكار روى بسنده عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كانت الخيل وحوشا لا تركب؛ فأول من ركبها إسماعيل"؛ فبذلك سمعت العرب قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم.

وإسماعيل -أيضا- أول من تكلم بالعربية؛ لأن الزبير روى بسنده عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أول من نطق بالعربية؛ فوضع الكتاب على لفظه ومنطقه، ثم جعله كتابا واحدا مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصل حتى فرق بين ولده: إسماعيل بن إبراهيم١.

وروى الفاكهي عن محمد بن الحسين -يعني الباقر- أنه سئل عن أول من تكلم بالعربية؛ فقال: إسماعيل بن إبراهيم النبي -عليهما السلام- وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة ... انتهى.

وقيل: إن الله أنطق إسماعيل -عليه السلام- بالعربية إنطاقا وهو أربع عشرة سنة، ذكر هذا القول السهيلي٢.

وقد روي في أول من تكلم بالعربية غير ما ذكرناه؛ لأن الفاكهي روي بسنده عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: من الأنبياء خمسة ممن تكلم بالعربية: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإسماعيل بن إبراهيم، وشعيب، وصالح، وهود -عليهم السلام- وسائرهم بالسريانية، ما خلا موسى -عليه السلام- فإنه تكلم بالعبرانية، والعبرانية هي من السريانية وتكلم بها إبراهيم، ثمن إسحاق ثم يعقوب؛ فورثها ولده من بعده بنو إسرائيل فيه لغتهم، وبها قرأ موسى -عليه السلام- التوراة عليهم٣ ... انتهى.

وهذا يقتضي الفاكهي بسنده ما يقتضي أن جرهما وقطورا أول من تكلم بالعربية؛ لأنه روي بسنده عن ابن إسحاق من طريق عثمان بن ساج، ومن طريق زياد البكائي عنه خبرا في قدوم جرهم وقطورا إلى مكة، وفيه: وجرهم وقطوار أول من تكلم بالعربية منهم٣ ... انتهى.

وقد قيل: في أول من كتب بالعربية غير ما ذكرناه؛ لأن السهيلي قال: والخلاف كثير من أول من تكلم بالعربية، وفي أول من أدخل الكتاب العربي أرض الحجاز، فقيل:


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٣٠.
٢ الروض الأنف ١/ ١٣٥.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>