للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الأسماء التي في "السيرة" فيقع في بعض النسخ الجيدة منها ضبطها بالشكل، وقد ضبطت ما ذكرته منها بالشكل على ما رأيته في نسخ معتمدة في السيرة"، وقد تعرض السهيلي -رحمه الله- لضبط بعضها، وبيان معنى بعضها، وما سمي ببعضها من الأماكن؛ فنذكر ذلك لما فيه من الفائدة، ونص كلامه: وذكر في ولد إسماعيل: ظيما، وقيده الدارقطني بالظاء منقوطة بعدها ميم، كأنها تاء: بين ظيما، والظيما مقصور سمرة في الشفتين، وذكر دما.

ورأيت للبكري أن دومة الجندل عرفت بدوما١ بن إسماعيل، وكان نزلها؛ فلعل ذلك مغير عنه، وذكر أن الطور سمي بقطور بن إسماعيل، ولعله محذوف الياء أيضا، إن كان يصح ما قاله، والله أعلم.

وأما الذي قاله أهل التفسير في الطور فهو كل جبل ينبت الشجر؛ فإن لم ينبت شيئا فليس بطور، وأما قيدر فتفسيره عندهم صاحل الإبل؛ وذلك أنه كان صاحب إبل إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- انتهى.

واختلف في أمهم؛ ففي "السيرة" لابن إسحاق أنها بنت مضاض بن عمرو الجرهمي، ولم يسمها، وفي الأزرقي عن ابن إسحاق، أن أمهم السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي. ونقل ذلك السهيلي عن الدارقطني.

وفي الأزرقي أيضا في خبر ذكر فيه خبر جرهم وقطورا بن إسماعيل، أن إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- خبط إلى مضاض بن عمرو ابنته رعلة فزوجه إياها؛ فولدت له عشرة ذكور. قال: وهي أم البيت٢ ... انتهى.

ولا منافاة بين قول من سماها السيدة، وبين قول من سماها رعلة، لإمكان أن يكون أحد الأمرين اسما لها، والآخر لقبا، واقتصر كل من القائلين على أحدهما، والله أعلم.

وفي الفاكهي أن أم أولاد إسماعيل: بنت الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي، كما في الخبر السابق، وهذا يخالف ما سبق من أن أمهم بنت مضاض بن عمرو.

وذكر الفاكهي ما يقتضي أن أم أولاد إسماعيل من العمالقة؛ لأنه روى خبرا عن أبي جهنم بن حذيفة في نزول العماليق على أم إسماعيل: ونشأ إسماعيل مع ولدانهم، ثم روي بإسناده عن عثمان بن عفان أمير المؤمنين أنه سئل: متى نزل إسماعيل مكة؟ قال: فذكر نحو حديث أبي جهم الأول؛ إلا أنه قال: تزوج إسماعيل امرأة منهم، فولدت له عشرة ذكور٣ ... انتهى.


١ في معجم ما استعجم ٢/ ٥٦٥: "دومان".
٢ أخبار مكة للأزرقي في ١/ ٨٦.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>