وممن كان عظيم القدر من بني إسماعيل: معد١ بن عدنان؛ لأن الزبير بن بكار قال فيما رويناه عنه: حدثنا إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران قال: أخبرني أبو القاسم بن نشيط، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما وقع بخت نصر بأهر حصور وبأهل عرمانا، بعث الله -عز وجل- ملكين فاحتلام معد بن عدنان حتى أنزلاه بأرمينية، حتى إذا تم الأمر رده الله تعالى إلى التهمة، قال: فلما انقضت غزاة بخت نصر من بلاد المغرب، وخرج منها إلى بلاده، رد معد بن عدنان إلى موضعه، من تهامة؛ فكان بمكة في ناحيتها مع أخواله ممن جرهم وهم ولاة البيت وبها منهم بقية؛ فاختلط بهم وسار معهم فأنكحوه، فناكحهم، ولم يصبه ولم يصب جرهم ومن كان معهم من معرة جيش بخت نصر ما أصاب غيرهم ... انتهى.
وقد أتينا من أخبار بني إسماعيل بجملة فيها مقنع إن شاء الله.
١ هو الجد الأعلى للرسول الأعظم، وأبو العرب كافة، ويؤثر أنه عني بالحجاز والحرم، ومهد الأمن فيهما، ويعد من الأنبياء في بعض الروايات.