للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستغرب في هذا الخبر أمور: منها ما يقتضي أن صوفة من قحطان؛ لأن مازن المذكور في نسب أخزم المشار إليه، هو جماع غسان الأزد، ويقال فيه الأسد بالسين مهملة، كما وقع في الخبر أيضا.

واسم الأسد: دارن، ويقال: داغر بن الغوي بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان؛ هكذا نسبه الحازمي في "العجالة"، ورأيته هكذا منسوبا في السيرة لابن إسحاق؛ تهذيب ابن هشام١، إلا أني لم أر فيها ذكر أدد بن مالك، وزيد بن كهلان.

والمعروف في صوفة أنه من مضر، كما ذكر ابن إسحاق وغيره، وذكر الفاكهي في ذلك حديثا رواه بسنده إلى عائشة -رضي الله عنها- لأنه قال: وحدثني عبد الله بن أبي سلمة، قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر الفهري، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الإيامي، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: وقد كان في بعض ولد مضر بن نزار من ولد إسماعيل، خلال أربع لا ينكرها العرب، ولا يدفعونهم عنها، يعدون فيها في ولاية جرهم، الإجازة للناس بالحج مضر بن نزار وولده من بعده.

ويقال للغوث وولده من بعده: إن لهم صوفا؛ فقالت: أجيزوا صوفة ليجيز بإرادتها ... انتهى.

وقال الفاكهي: حدثنا الحسن بن عثمان، عن الواقدي، قال: حدثني ربيعة بن عثمان قال: سألت الزهري: هل كان الإجازة من عرفة أو من جمع عند جمرة العقبة في أحد من اليمن في الجاهلية؟ فقال: لا، هذا لا يعرف، إن الصبيان ليعلمون أنه إنما كان في مضر.

قال الواقدي: وسألت عبد الله بن جعفر الزهري، هل سمعت أن الإجازة في شيء من المشاعر في الجاهلية كانت في كنانة؟ فقال: لا٢ ... انتهى.

ومنها: أنه يفهم أن ابتداء أمر إجازة صوفة بالناس كانت في زمن ولاية خزانة خبر صوفة٣، وهو مقتضى ما ذكره ابن إسحاق وغيره من أهل الأخبار.


١ تهذيب سيرة ابن هشام "ص: ١٨".
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢٠٤.
٣ أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>