للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الخبر الذي ذكره الأزرقي في بيان الحمس، ما يقتضي أن سبب تسميتهم الحمس لشدتهم في دجينهم؛ لأن فيه: وإنما سميت الحمس حمسا للتشديد في دينهم، والأحمسي في لغتهم: المشدد في دينه١ ... انتهى.

وهذا يخالف ما ذكره عبد العزيز بن عمران في تسمية الحمس؛ لأنه قال في الخبر السابق عنه من كتاب الزبير: وإنما سموا الحمس بالكعبة؛ لأنها حمساء، حجرها أبيض يضرب إلى السواد ... انتهى.

وذكره الأزرقي في خبر عن ابن جريج فيه ما يوافق الخبر السابق في سبب تسمية الحمس؛ لأن فيه: والأحمسي: المشدد فيدينه، وهذا الخبر ذكره الأزرقي في الترجمة التي ترجم عليها بقوله: "ما جاء في فتح الكعبة، ومن كانوا يفتحونها"، وهي قبل الترجمة٢ التي فيها الخبر السابق في بيان الحمس، وسبب تسميتهم.

وقيل في سبب تسميتهم بالحمس غير ما سبق، وهو: أنهم سموا حمسا لشجاعتهم والحماسة الشجاعة. وذكر هذا الخبر المحب الطبري في "القرى" مع القولين السابقين في سبب تسميتهم في الباب الثامن عشر، من "القرى لقاصد أم القرى"٣، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وفي الخبر الذي فيه بيان الحمس من حالهم غير ما ذكره الزبير من حالهم.


١ أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٨١.
٢ أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٧٥.
٣ القرى لقاصد أم القرى "ص: ٣٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>