للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ظهر بذلك، ومما ذكرناه عن أبي عبيدة وابن هشام: أن حزاعة -على القول بأنهم من قحطان- من ولد حارثة بن عمرو بن عامر؛ وذلك يرد ما ذكره السهيلي في "الروض الأنف"١؛ لأنه ذكر في غير موضع من كتابه هذا ما يقتضي أن خزاعة من ولد حارثة بن عامر، لأنه قال: وأسلم إخوة خزاعة، وهو بنو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، ذكر ذلك لما تكلم على الحديث الذي احتج به على أن قحطان من ذلك لقوم من عدنان. وهو قوله عليه السلام: "ارموا يا بنى إسماعيل، فإن أباكم كان راميا"، حين قال ذلك لقوم من أسلم بن أقصى، رآهم النبي صلى الله عليه وسلم يرمون.

قال السهيلي أيضا: لما تكلم عن حديث عمرو بن لحي: وقد تقدم في نسب خزاعة وأسلم أنهما ابنا حارثة بن ثعلبة١ ... انتهى.

وقد وافق السهيلي على ما ذكره في خزاعة صاحب "الاكتفاء" الحافظ أبو الربيع سليمان بن سالم الكلاعي.

وقد ذكر ابن حزم في "الجمهرة" ما يخالف ما ذكره السهيلي في ثعلبة؛ لأنه قال لما ذكر أولاد عمرو بن عامر: وثعلبة العيفاء بن عمرو من ولده الأوس والخزرج٢ ... انتهى.

وابن حزم أقعد من السهيلي بالأنساب؛ لأنه ممن يعول عليه فيها، كيف وفي كلام غيره من أئمة النسب ما يقتضي أن جد خزاعة -على القول بأنهم من قحطان- حارثة بن عمرو لا ثعلبة بن عمرو؟

وذكر السهيلي -رحمه الله- وجها في الجمع بين قول من قال: إن خزاعة من مضر، وبين قول من قال: إنهم من قحطان؛ لأنه قال: وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسلم: "ارموا يا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا" وهو معارض بحديث أكثم بن أبي الجون في الظاهر؛ إلا أن بعض النسب ذكر أن عمرو بن لحي كان حارثة قد خلف على أمهم بعد أن تأيمت من قمعة، ولحي صغير، ولحي هو: ربيعة، فتبناه حارثة، وانتسب إليه، فيكون النسب صحيحا بالوجهين جميعا، إلى حارثة بالتبني، وإلى قمعة بالولادة.

وكذلك أسلم بن أقصى بن حارثة، فإنه أخو خزاعة، والقول فيه كالقول في خزاعة، وقيل في أسلم بن أقصى بن حارثة: إنه من بني أبي حارثة بن عامر، لا من بني حارثة ... انتهى.

وهذا الجمع يتجه إن كان المتزوج لأم لحي: حارثة بن عمرو بن عامر، لا حارثة بن ثعلبة بن عمرو، لما سبق في ذلك.


١ الروض الأنف ١/ ١٩.
٢ جمهرة أنساب العرب "ص: ٣٣٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>