للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكم ذا جلد وقصر، وصبر على أزمات الدهر؛ فعليه بالأراك١ من بطن مر، فكانت خزاعة، ثم قالت: من كان منكم يريد الراسيات في المنجل٢، المطعمات من الحل، فليلحق بيثرب ذات النخل، فكانت الأوس والخزرج، ثم قالت: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والملك والتأمير، ويلبس الديباج والحرير، فليلحق ببضرى والغوير٣ يريد الثياب الرقاق، والخيل العتاق، وكنوز الأرزاق، والدم المهراق، فليلحق بأهل٤ العراق؛ فكان الذين سكنوها آل جذيمة الأبرش، ومن كان بالحيرة من غسان وآل محرق، حتى جاءهم روادهم، فافترقوا من مكة فرقتين فرقة توجهت إلى عمان وهم: أزد عمان، وسار ثعلبة بن عمرو بن عامر نحو الشام؛ فنزلت الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، وهم الأنصار بالمدينة، ومضت غسان فنزلوا الشام، وانخزعت خزاعة بمكة، فأقام بها ربيعة بن حارثة بن عمروبن عامر -وهو: لحي، فولي أمر مكة، وحجاجة الكعبة٥ ... انتهى باختصار.

وقد بأن بما ذكرناه شيء من حال عمرو بن عامر وقومه، وفيه كفاية إن شاء الله تعالى.


١ الأراك: وادي الأراك متصل بغيفة، وقال نصر: أراك فرغ من دون نافل قرب مكة.
٢ عند الأزرقي: "الوحل".
٣ الغوير: وهي ماء لكلب بأرض السماوة وأرض السماوة المسماة ببادية الشام. "معجم البلدان ٢/ ٩٤".
٤ عند الأزرقي: "أرض".
٥ أخبار مكة ١/ ٩٢-٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>