ولذكر معاوية -رضي الله عنه- هذا الخبر قصة مذكورة في "صحيح البخاري".
والأخبار الواردة في فضل قريش كثيرة، وفيما أوردناه من ذلك كفاية، ولم نورده إلا للتبرك به.
ذكر ما وصفت به بطون قريش:
قال الفاكهي: حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد، قال: حدثنا إسحاق بن البهلول، قال حدثني محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عبد مناف عز قريش، وأسد ركنها وعضدها، وعبد الدار رئتها وأوائلها، وعدي جناحاها، ومخزوم ريحانتها في نظرتها، وجمح وسهم عديدها، وعامر ليوثها، وفرسانها والناس تبع لقريش، وقريش مع لولد قصي" ١.
وحدثنا عبد الله بن أبي سلمة قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الملك بن عبد العزى، عن عبد الملك بن عبد العزى، عن عمر بن عبد العزيز، قال: عبد مناف عز قريش، وأسد بن عبد العزى عضدها، وزهرة الكبد، وتيم وعدي رئتها، ومخزوم فيها كالأراكة في بطونها، وجمح وسهم جناحاها، وعامر ليوثها وفرسانها، وكل تبع لولد قصي، والناس تبع لقريش".
وحدثني حسن بن حسين قال: حدثنا محمد بن أبي السري قال: حدثنا هشام بن الكلبي، وعن سفيان بن عيينة، عن محمد بن قيس -الأسدي قال غير ابن الكلبي؛ عن علي بن ربيعة ولم يقله ابن الكلبي؛ أوقفه على محمد بن قيس، قال: سئل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن بني أمية، فقال: أشدنا حجرا، وأدركنا للأمور إذا طلبوا، وسئل عن بني المغيرة من بني مخزوم، فقال: أولئك ريحانة قريش التي تشمونها. وسئل عن بطن آخر كنى عنهم سفيان بن عيينة -قال عثمان: وهم بنو تيم- فذكر شيئا.
قال الحسن بن حسين: وأخبرني محمد بن سهل الأزدي، قال: سمعت هشام بن الكلبي يذكر عن أبيه، قال: سئل علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه- عن قريش، فقال: أما بنو هاشم فأفصح وأسمح وأصبح، وأما إخوتها من بني عبد شمس فأنكر وأمكر، وأغدر وأفجر.
وسئل مرة أخرى فقال: أما بنو هاشم فأصدق قريش في النوم واليقظة، وأكرمها أحلامها، وأضربها بالسيف، وأما بنو عبد شمس فأبعدنا همما، وأمنعنا لما وراء ظهورها،