للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن ولي مكة لعلي -رضي الله عنه، على ما قيل: معبد بن العباس بن العباس بن عبد المطلب أخو قثم السابق؛ ذكر ذلك ابن حزم في "الجمهرة"١؛ لأنه قال لما ذكر أولاد العباس: ومعبد ولي مكة لعلي -رضي الله عنه- وقال قبل ذلك: وقثم ولي المدينة لعلي؛ وما ذكره ابن حزم في بيان معبد يخالف ما ذكره خليفة، وأما ما ذكره في شأن قثم فلا؛ لإمكان أن يكون علي -رضي الله عنه- جمع لقثم بين ولاية المدينة ومكة. ويصح تعريفه بأنه ولي المدينة، والله أعلم.

ورأيت في نسخه من "الثقات" لابن حبان ما صورته: قتادة بن ربعي له صحبة، كان عمل علي -رضي الله عنه- بمكة ... انتهى، وهذا -والله أعلم- أبو قتادة السابق ذكره، وسقط في النسخة التي رأيتها من "الثقات"، وإنما ذكرنا ذلك؛ لأن أبا قتادة ولي مكة لعلي -رضي الله عنه- كما سبق. ولم أر في الصحابة من اسمه قتادة بن ربعي، والله أعلم.

ورأيت في "الكامل" لابن الأثير في أخبار سنة ست وثلاثين ذكر وفاة المحرز بن حارثة السابق، ثم قال: واستعمله علي -رضي الله عنه- على مكة، ثم عزله ... انتهى، وعلي تصحيف؛ لأن عمر -رضي الله عنه- الذي ولاه وعزله كما سبق٢، والله أعلم.

ثم ولي مكة في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- جماعة، لا أعرف من أولهم في الولاية، منهم: عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي٣، وولايته على مكة لمعاوية ذكرها الفاكهي.

ومنهم: خالد بن العاص بن هشام المخزومي المقدم ذكره، ورأيت في "الكامل"٤ لابن الأثير أنه ولي مكة في سنة اثنتين وأربعين، وذكر ما يقتضي أنه كان على مكة في سنة ثلاث وأربعين أيضا. ورأيت في "مختصر ابن جرير الطبري"٥، ما يقتضي أنه كان على مكة في سنة ثلاث وأربعين أيضا. ورأيت في "مختصر ابن جرير الطبري"٦ ما يقتضي أنه كزان على مكة في سنة خمس وأربعين، وفي ست وسبع وثمان وأربعين، وفي سنة ثلاث وأربعين أيضا.

ومنهم: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أبو عبد الملك، على ما ذكر ابن عبد البر؛ لأنه قال في ترجمته: وكان معاوية لما صار الأمر إليه ولاه المدينة، ثم جمع له إلى المدينة: مكة، والطائف. ثم عزله عن المدينة،


١ جمهرة أنساب العرب "ص: ١٨".
٢ الكامل لابن الأثير ٣/ ٢٦٣، وفيه: "الخليفة عمر".
٣ تاريخ خليفة؛ ص: ٢٠٥ و٢٠٨.
٤ الكامل لابن الأثير ٣/ ٤٢٠.
٥ تاريخ الطبري ٥/ ١٧٢، ٢١١.
٦ تاريخ الطبري ٥/ ١٧٢، ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>