للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت هذه القصة في حجة معاوية -رضي الله عنه- الأولى؛ لأن في الخبر المشار إليه: فلما حج معاوية -رضي الله عنه- حجته الثانية؛ فذكر قصة بني شيبة ومعاوية -رضي الله عنه، وملخصها أنه لم يفتح له الكعبة لمنا سأله معاوية -رضي الله عنه- في ذلك، وبعث إليه حفيده شيبة بن جبير بن شيبة بين عثمان، ففتح له الكعبة، وكانت حجة معاوية -رضي الله عنه- الأولى سنة أربع وأربعين، على ما ذكر العتيقي في "أمراء الموسم". وحجته الثانية في سنة خمسين على ما ذكر العتيقي أيضا، وقيل في حجته الثانية غير ذلك. فاستفدنا مما ذكر العتيقي في حجة معاوية -رضي الله عنه- الأولى: أن عبد الله بن خالد بن أسيد كان على مكة في سنة أربع وأربعين١، والله أعلم.

ثم ولي مكة في خلافة يزيد بن معاوية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان جماعة، وهم: عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق المقدم ذكره، والوليد بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية القرشي الأموي، وعثمان بن محمد بن أبي سفيان بن حرب الأموي، والحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي المقدم ذكر والده، وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي ابن أخي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، ويحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي.

فأما ولاية عمرو بن سعيد الأشدق فذكرها ابن جرير٢؛ لأنه ذكر في أخبار سنة ستين من الهجرة، أن عمرو بن سعيد حج بالناس فيها، وهو على مكة والمدينة، وأن يزيد بن معاوية ولاه بالمدينة، بعد أن عزل عنها الوليد بن عتبة، في شهر رمضان، وذكر ابن الأثير مثل ما ذكر ابن جرير بالمعنى، وذكر أن عمرو بن سعيد قدم المدينة لما بينهما من العداوة، وأنيس بن عمرو الأسلمي، في جيش نحو ألفي رجل؛ فقتل أنيس بذي طوى قتله أصحاب ابن الزبير بمكة، وأسروا عمرو بن الزبير، فأقاد منه أخوه عبد الله الناس بالضرب، كما صنع بهم في المدينة، حتى مات عمرو تحت السياط٣.

وأما ولاية الوليد بن عتبة فذكرها ابن الأثير٤ وذكر سببها، وملخص ذلك: أن يزيد أتهم عمرو بن سعيد بمداهنة ابن الزبير؛ فإنه أظهر العصيان على يزيد بعد قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- بالعراق وبويع بعد ذلك ابن الزبير بمكة. وقيل


١ إتحاف الورى ٢٣٣، العقد الثمين ٥/ ١٣٣، الجامع اللطيف "ص: ٢٨٦".
٢ تاريخ الطبري ٥/ ٣٤٣.
٣ الكامل لابن الأثير ٤/ ١٨، ١٩.
٤ الكامل لابن الأثير ٤/ ٩٨، مآثر الإنافة ١/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>