للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبستان ابن عامر١ هو ببطن نخلة كما سبق بيانه٢.

ومنها: أنه في سنة ثمان وعشرين ومائتين أصحاب الناس في الموقف حر شديد وأضر بهم. ثم أصابهم فيه برد، واشتد البرد عليهم بعد ساعة من ذلك الحر، وسقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة، فقتلت جماعة من الحجاج٣ ... انتهى.

ومنها: أنه في سنة إحدى وخمسين ومائتين لم يقف الناس بعرفة لا ليلا ولا نهارا، وقتل فيها خلق كثير، وسبب ذلك: أن إسماعيل بن يوسف العلوي -السابق ذكره في باب الولاة بمكة- بعد ظهوره بها في السنة، وما فعله فيها من الأفعال القبيحة بمكة والمدينة وجدة، ووافى الموقف بعرفة وبها محمد بن إسماعيل بن عيسى بن المنصور الملقب كعب البقر، وعيسى بن محمد المخزومي، وكان المعتز وجههما إليهما، فقاتلهم إسماعيل، وقتل من الحجاج نحو ألف ومائة، وسلب الناس، وهربوا إلى مكة، ولم يقفلوا بعرفة لا ليلا ولا نهارا. ووقف إسماعيل وأصحابه٤ ... انتهى.

ومنها: أنه في سنة اثنتين وستين ومائتين خاف الناس أن يبطل الحج، وسبب ذلك: أنه في هذه السنة وقع بين الجزارين والحناطين بمكة قتال يوم التروية، فخاف الناس أن يبطل الحج، ثم تحاجزوا إلى أن الحج الناس، وقتل منهم تسعة عشر رجلا٥.

ومنها: أنه في سنة تسع وستين ومائتين، وثب الأعراب على كسوة الكعبة وانتهبوها، فصار بعضهم إلى صاحب الزنج، وأصاب الحجاج فيها شدة شديدة٦.

ومنها: أنه في سنة تسع وستين ومائتين، كان قتال بين الحجاج المصريين أصحاب أحمد بن طولون، والعراقيين أصحاب أبي أحمد الموفق، وكان الظفر لأصحاب الموفق٧. وقد سبق هذه الحادثة في باب الولاة مبسوطة.

ومنها: أنه في سنة خمس وتسعين ومائتين كانت واقعة بين عج بن حاج٨ وبين الأجناد بمنى، ثاني عشر ذي الحجة، فقتل منهم جماعة؛ لأنهم طالبوا جائزة بيعة المقتدر، وهرب الناس إلى بستان ابن عامر.


١ هو بستان قريب من مزدلفة.
٢ الكامل ٦/ ١١٥.
٣ تاريخ الطبري ١/ ٩، إتحاف الورى ٢/ ٢٩٨.
٤ تاريخ الطبري ١١/ ١٣٦، الكامل ٧/ ٥٨، البداية والنهاية ١١/ ٩، مروج الذهب ٤/ ٤٠٦، العقد الثمين ٣/ ٣١٢.
٥ تاريخ الطبري ١١/ ٢٤٣، الكامل ٧/ ١٠٩، البداية والنهاية ١١/ ٣٥.
٦ تاريخ الطبري ١١/ ٢٥٨، المنتظم ٥/ ٥٦، الكامل ٧/ ١٢٠.
٧ تاريخ الطبري ١١/ ٣٢٠، الكامل ٧/ ١٤٢، إتحاف الورى ٢/ ٣٤٣.
٨ هو أمير الترك.

<<  <  ج: ص:  >  >>