للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الحسنة من الأمير يلبغا -المذكور- طابت بها نفس صاحب مكة -إذ ذاك- الشريف عجلان بن رميثة الحسن -رحمه الله- وعمل بها هو ومن عبده من أمراء مكة أثابهم الله تعالى١.

ومنها: أنه في أثناء سنة عشر السبعين وسبعمائة -بتقديم السين، خطب بمكة للسلطان الشيخ أويس ابن الشيخ حسن الصغير صاحب بغداد وغيرها، بعد أن وصلت منه قناديل حسنة للكعبة، وهدية طائلة لأمير مكة عجلان، وهو الأمر لخطيب مكة بالخطبة له؛ فكان الخطيب إذ ذاك جدي لأبي، قاضي مكة أبي الفضل النويري، ثم تركت الخطبة لصاحب العراق، وماعرفت وقت ابتداء تركها، وخفي على كثير من خبر الحجاج العراقيين في عشر السبعين وسبعمائة، وفي عشر الثمانين وسبعمائة، وفي عشر التسعين وسبعمائة، ويغلب على ظني أن حجهم في هذه الأعشار أكثر من انقطاعهم عن الحج فيها، والله أعلم.

ومنها: أنه في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة كان الحجاج من مصر في غاية القلة، بسب ما اتفق في عقبة إيلة من ثورة الترك على الملك الأشرف شعبان صاحب مصر، وكان قد توجه إلى الحج في هذه السنة في تجمل كثير، وفر إلى القاهرة؛ فتبعه الناس إلا نفرا يسيرا، وكان من خبره أنه دخل في القاهرة متخفيا؛ لأن الأمراء الذي تركهم بها سلطنوا ولده المنصور عليا، وظفروا به بعد مدة يسيرة، واستشهد -رحمة الله تعالى- في بقية السنة٢.

ومنها: أنه في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة حج محمل لصاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل ابن الملك الأفضل عباس ابن الملك المجاهد في البر، وأراد بعض الأمراء المصريين توهين حمرة هذا المحمل؛ فلم يمكنهم من ذلك صاحب مكة الشريف أحمد بن عجلان، وكان أمير الحج مع هذا المحمل ابن السنبلي، وليس هذا المحمل أول محمل حج من اليمن؛ فقد رأيت ما يدل على أن في السنة التي ولي فيها الملك المؤيد السلطنة ببلاد اليمن حج له محمل إلى مكة٣.

ومنها: أنه في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة كان بمكة فتنة في أيام الموسم، وحج الناس خائفين، وسبب هذه الفتنة أن بعض الباطنية قتل أمير مكة محمد بن أحمد بن عجلان عندما حضر لخدمة المحمل المصري على جاري عادات الأمراء -أي أمراء


١ البداية والنهاية ١٤/ ٣٠٩، إتحاف الورى ٣/ ٣٠٢.
٢ النجوم الزاهرة ١١/ ٧٣، الذهب المسبوك "ص: ١١٨"، بدائع الزهور ١/ ٣: ١٧١، السلوك ٣/ ١: ٢٧٢.
٣ النجوم الزاهرة ١١/ ١٩٦، السلوك ٣/ ١: ٣٧٤، إتحاف الورى ٣/ ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>