للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتمت البيعة له بعد أبيه، وله من العمر نحو عشرة أعوام -فيما قيل- وأما المظفر: فكان سنة لما بويع له بالسلطنة نحو سنتين فيما قيل، وقيل: نحو أربع سنين، والله أعلم.

ومنها: أنه في يوم الجمعة الثامن عشر لجمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وثمانمائة خطب بمكة للملك الأشرف أبي النصر برسباي١ الذي كان يدير دولة الملك الصالح ابن الملك الظاهر، لتوليه السلطنة بديار مصر والشام عوض الملك الصالح، بعد خلعه في ثامن شهر ربيع الآخر من هذه السنة، وقطعت الخطبة للملك الصالح بمكة٢.

ومنها: أنه في سنة ست وعشرين وثمانمائة بات الحجاج بمنى في ليلة التاسع إلى طلوع الفجر أو قربه، ثم ساروا إلى عرفة فبلغوها بعد طلوع الشمس بقليل، وسبب مبيتهم فيها: خوف النهب، فسلموا في ذهابهم ورجوعهم، لاعتناء الأمراء الذين حجوا في هذه السنة بحراستهم، أثابهم الله تعالى٣.

وهذا آخر ما قصدنا ذكره من الحوادث في هذا الباب، ونسأل الله -تعالى- أن يجزل لنا على ذلك الثواب، ولولا مراعاتنا للاختصار في ذكرها لطال شرح أمرها، والله سبحانه وتعالى أعلم.


١ هو السلطان الملك الأشرف أبو النصر برسباي الدقماقي الظاهري "انظر ترجمته في: بدائع الزهور ٢/ ٨١".
٢ العقد الثمين ٤/ ١٤٣.
٣ العقد الثمين ٤/ ١٤٦، ١٤٧، إتحاف الورى ٣/ ٥٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>