الرعب، فسألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح ففعل، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل، فكان الرجل يهدم بيته ويأخذ بابه فيضعه على البعير وينطلق به، واستقلوا بالنساء والأبناء والأموال معهم، والدفوف والمزامير والقيان تعزف خلفهم، وخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام، وخلوا الأموال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقسمهما على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرًا، فأعطاهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بني النضير إلا رجلان: يامين بن عمير بن كعب وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاه. فأنزل الله في بني النضير سورة الحشر بأسرها يذكر فيها ما أصابهم الله به من نقمته وما سلط عليهم به رسوله وما عمل فيهم.