ورد في سورة النحل وهي سورة مكية والسور المكية نزلت قبل هجرة الرسول إلى المدينة، بينما التراسل بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبين المقوقس لم يتم إلا بعد أن استقرت الدعوة الإسلامية في أعقاب الهجرة إلى المدينة. ومن جهة أخرى فإن شبه الجزيرة العربية كانت بها أقسام صخرية أو جبلية مثل منطقة الأنباط في شمالي غربي شبه الجزيرة التي أطلق عليها الكتاب الكلاسيكيون اسم "بلاد العرب الصخرية" Arabia petraea لكثرة ما بها من صخور "بل إن عاصمتهم -البتراء- هي مدينة كاملة واسمها هو في حد ذاته ترجمة حرفية لكلمة petra اللاتينية التي تعني الصخرة أو الحجر" وكذلك مثل بعض مرتفعات اليمن. ومثل هذه المناطق الوعرة أو المرتفعة لا يمكن للجمل أن يسير فيها أو يتسلقها، والبغل قادر على ذلك ومن ثم لا يمكن الاستغناء عنه كدابة للركوب أو لحمل الأثقال التي يستطيع البغل أن يحمل قدرًا لا بأس به منها. كذلك فإن البغل كان معروفا في منطقة فلسطين ومن هنا فإن الانتفاع به على الأقل في المناطق الصخرية القريبة من فلسطين يصبح أمرا واردا.
أما عن بقية الحيوانات المستأنسة التي عرفتها شبه جزيرة العرب في الجاهلية فهي الأغنام والماعز والكلاب اللازمة للحراسة بالضرورة والقطط. وغير هذه كانت توجد الحيوانات البرية مثل الأسد الذي كان موجودا في الجاهلية وكانت له عدة أسماء يتسمى بها العرب ولكنه انقرض الآن, والفهد وبعض الزواحف والهوام مثل الثعابين والحيات التي يبدو أنها كانت منتشرة بشكل ظاهر في شبه الجزيرة٢٦ وبعض أشباه الزواحف مثل الضب، وحيوانات
٢٦ عن ثعابين شبه الجزيرة في النصوص الآشورية راجع luckenbill: arab، ج٢، نصوص ٢٠٩، ٢٢٩؛ في المصادر الكلاسيكية انظر Herodotos, III,١٠٧ حيث يحدثنا المؤرخ عن ثعابين مجنحة ذات ألوان متعددة، كذلك Strabo , XVI,٤,١٩, الذي يتحدث عن نوع من الحيات القافزة ذات لون أحمر داكن.