للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدمًا" تمتد بإزاء جدرانه من الداخل مجموعة من ٣٢ عمودا مربعا, وفي وسط هذا الفناء المربع عثر على تمثال لرأس ثور من المرمر على هيئة ثور وهو أحد الأوصاف التي عرف بها إله القمر إلمقه، بينما تفضي نهايته إلى ثمانية أعمدة طويلة كل منها عبارة عن كتلة واحدة منحوتة من الحجر المصقول، ما عدا اثنين يتكون كل منهما من قطعتين, الواحدة فوق الأخرى. وهذا بينما يظهر على الجدران قدر كبير من الزخرفة الدقيقة على هيئة نوافذ وهمية.

أما القسم الأساسي البيضاوي من المعبد فإن جدرانه تصل في سمكها إلى ١٣ قدما ونصف قدم. ورغم أن هذه الجدران قد تهدمت أجزاء منها بحيث لا نستطيع أن نتعرف على ارتفاعها الأصلي إلا أن ما تبقى منها يصل في بعض المواضع إلى ارتفاع ٢٧ قدما، وتدل بقايا من معدن البرونز في المعبد على أن أبوابه والدرج المفضي إليه كانت مغطاة بهذا المعدن. هذا وقد عثر في المعبد على عدد من النقوش سواء على الحجر أو على صفائح من البرونز بها ابتهالات مقدمة إلى الإله إلمقه. أما تاريخ البناء فإن الأساليب المعمارية المتعددة التي تظهر في جدران المعبد تدل على أنه بني على مراحل تمتد من القرن الثامن إلى القرن الخامس ق. م.

وأول ما يسجله دارس التاريخ في صدد هذا الموقع الأثري هو أن منطقة سبأ كانت لا تشذ عن بقية مناطق العربية الجنوبية في عبادة القمر الذي كانت عبادته شائعة في هذه المناطق تحت أسماء مختلفة كجزء من عبادة الكواكب التي كان يجمعها ثالوث: الزهرة والقمر والشمس. كذلك تدلنا العناية الفائقة ببناء هذا المعبد، سواء من حيث بناؤه "أو بناؤه وترميمه" على مدى ثلاثة قرون أو من حيث تفاصيل البناء ذاته على مدى الاهتمام بالحياة الدينية في العربية الجنوبية، وهي ظاهرة استرعت أنظار عدد من الكتاب الكلاسيكيين من بينهم، على سبيل المثال، الكاتب الروماني بلينيوس PLINIUS الذي

<<  <   >  >>