للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحدثنا "في أواسط القرن الأول الميلادي" عن بعض مناطق الجنوبية العربية فيذكر أن القتبانيين Gebanitae كانت إحدى مدنهم وهي ثمنه Thomna تضم ٦٥ معبدا، وأن سابوته "شبوه" Sabota عاصمة الحضرميين Artamitae كان بها ٦٠ معبدا. وهذه الظاهرة في حد ذاتها من ظواهر حياة الاستقرار التي تسود المناطق ذات الاقتصاد الزراعي المنتظم, ونحن نلاحظها على سبيل المثال في مصر وفي وادي الرافدين, وقد كانا من الحضارات القائمة على الاقتصاد الزراعي المستقر.

كذلك تدلنا ضخامة البناء وفخامته على مدى البذخ والثروة التي كانت تتمتع بها منطقة سبأ. وفي هذا نعود مرة أخرى إلى شهادة الكاتب الروماني بلينيوس الذي يذكر لنا أن أغنى أقوام العربية الجنوبية هم السبئيون "بسبب خصوبة غاباتهم في إنتاج الطيوب, وبسبب مناجم الذهب -التي توجد لديهم- وأراضيهم الزراعية التي تعتمد على الري -المنظم- وإنتاجهم للعسل والشمع" كما يدل الطراز المعماري للمعبد، بما يظهر فيه من إتقان في مبانيه وأعمدته وزخرفته, على مدى ما وصل إليه اليمنيون من تقدمٍ فنيٍّ في الفترة التي مر بها بناء هذا المعبد على الأقل، وهي تمتد، كما رأينا، عبر ثلاثة قرون, من القرن الثامن إلى القرن الخامس ق. م. وهو تقدم يدل على قدر من الرخاء كان لا يزال سائدا, حسبما تشير شهادة بلينيوس، في القرن الأول الميلادي٢


٢ عن تفاصيل القسم الأساسي من المعبد راجع:
"cairo ١٩٥٢" Ahmed fakhry. an archaological journey to yemen ج١، صفحات ٢٩-٥٦ ويسميه الكاتب أحيانا "محرم بلقيس".
عن تفاصيل الفناء الأمامي الذي يفضي إلى المعبد راجع:
"london, ١٩٥٥" wendell phillips: qataband sheba
صفحات ٢٥٦-٢٦٨. عن وفرة المعابد في العربية الجنوبية في القرن الأول الميلادي راجع فيما يخص مدينة ثمنه thomna في منطقة الجبانيين: plinius: H N,VI,١٥٣ وفيما يخص مدينة شبوه Sabota عند الحضارمة: الكاتب ذاته، الكتاب ذاته، Vt'١٥٥ وعن ثروة السبئيين ومواردها: ذاته، VI,٦١.

<<  <   >  >>