وأخيرا، وليس آخرا، فإن الباحث في التاريخ قد يستنتج من الشكل البيضاوي للمعبد عدة أشياء، ربما كان أحدها أن هذا الشكل يساعد في حراسة المعبد، بما فيه من ثروة "تشير إليها بعض الأوعية الذهبية التي عثر عليها المنقبون الأثريون بداخله", ضد غارات البدو الذين كانوا يقطنون الأماكن الصحراوية في اليمن، إذ في حالة الشكل البيضاوي لا تكون هناك زوايا في البناء تحجب الرؤية عمن يقومون بحراسة المعبد، وهو استنتاج يمكن أن يتمشى مع ظاهرة أخرى عرفها الطراز المعماري في اليمن في حالة بناء المنازل، قد كانت هذه تبنى على ارتفاع يتكون من عدة طوابق حتى يكون عنصر الارتفاع عاملا يساعد على السيطرة على البدو المغيرين.
مثال آخر من الآثار المعمارية نأخذه من الموقع الأثري الذي تم الكشف عنه تحت التل الكبير في منطقة الفاو "جنوبي بلدة السليل" في وسط شبه الجزيرة العربية، بالقرب من ملتقى سلسلة جبال طويق مع وادي الدواسر "على بعد ٧٠٠ كيلومتر تقريبا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض", ومن أبرز المعالم الأثرية التي أظهرها معول المنقب الأثري في هذا الموقع سوق تجارية كبيرة تشكل مركزا تجاريا متكاملا يرجع إلى أكثر من ألفي عام، أي إلى القرن الأول ق. م. على أقل تقدير، وهنا يؤكد لنا الموقع الأثري بشكل محدد ما كنا نعرفه بشكل عام من الكتاب الكلاسيكيين "اليونان والرومان" عن وجود طريق للقوافل التجارية بين اليمن في جنوبي غربي شبه الجزيرة ومدينة جرهاء Gerrha "التي يعتقد أنها كانت تقوم حول ميناء العقير الحالي إلى الشمال الشرقي من الهفوف حسبما تشير البحوث الأثرية التي تمت في الفترة الأخيرة" في شمالي شبه الجزيرة. وربما يكون من المعلومات ذات المغزى في هذا الصدد أن الجغرافي اليوناني الذي عرفنا لأول مرة عن وجود هذا الخط التجاري، وهو سترابون Strabo, كان يكتب في الشطر الأخير من