العربية السعودية في واحة البدع "التي تعرف باسم مغاير شعيب، في نهاية وادي الأبيض المسمى: عفل، على الجانب الشرقي لخليج العقبة ويبعد عن تبوك ١٧٠ كيلومترا إلى الغرب" وفي مدائن صالح "١٥ كيلومترا شمالي العلا" وهي التي عرفها الكتاب الكلاسيكيون باسم "إجرا" egra وجاءت في القرآن الكريم باسم "الحجر" كحاضرة ثمود، وقوم نبي الله صالح.
ونحن نستطيع أن نستنتج من هذا النوع من العمارة الذي ظهر في هذه المنطقة عددًا من الحقائق: من بينها امتداد المنطقة التي شملها حكم الأنباط الذين تميزوا بهذا النوع من العمارة. ومن بينها التأثر بالطراز اليوناني - الروماني في العمارة بشكل ظاهر، فواجهات هذه القطع المعمارية واجهات pedaments يونانية، رومانية وكذلك الإفريز Freeze المستطيل الذي يلي الواجهة إلى أسفل وكذلك الأعمدة التي تلي الإفريز نزولا لتحيط بباب المعبد أو الضريح. كذلك نلمس في هذا النوع من المعمار ظهورا جانبيا ولكنه ملموس للشخصية العربية المعمارية "وبخاصة في مدائن صالح في القسم الجنوبي من هذه المنطقة" وهي الشخصية التي بلغت أوجها في الطراز المعماري في العصر الإسلامي. فمن جهة نجد أن الواجهة التي تتخذ في الطراز اليوناني شكلا مثلثا ذا جانبين لهما زوايا حادة، ورأس له زاوية منفرجة، تظهر في بعض الأحيان القليلة في هذه المنطقة وقد اختفى التدبيب من زاوية الرأس فصار لها شكل قوس بيضاوي، ثم نجدها في أحيان قليلة أخرى في عدد من الطاقات NICHES وقد اتخذت قوسا نصف دائري هو القوس الذي يظهر في العمارة العربية بعد ذلك، كذلك نجد أقسام الإفريز التي كانت تتخذ في الإفريز اليوناني شكل مساحات مربعة أو مستطيلة metops تملؤها صور من النحت البارز تمثل قصصا من الأساطير اليونانية, وتفصل بين كل قسم والآخر ثلاثة خطوط رأسية متجاورة triglyphs تبقى كما هي في الإفريز العربي "النبطي" ولكن يظهر فيها تغيير جزئي، فبدلا من النحت البارز الذي يمثل القصص اليونانية ينحت