للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلغة جنوبية كما أسلفت" التي وجدت بموقع إثرا في منطقة قريات الملح في القسم الشمالي الأوسط من شبه الجزيرة والتي يحاول الباحثون اللغويون أن يجدوا فيها همزة الوصل بين لغة الجنوب ولغة الشمال, ومثل النقش الذي اكتشفه جوزف هاليفي في نقب الحجر بمنطقة نجران "عام ١٧٧٢م" ومن هذا النقش عرف الباحثون اللغويون أن اللغة الجنوبية في شبه جزيرة العرب قريبة من اللغة الأكدية "البابلية والآشورية" واللغة الحبشية في بعض الجوانب مثل تكوين الأسماء وتصريف الأفعال وبعض المفردات والضمائر, ولكن وجود جمع التكسير بها يجعلها تقترب أكثر من لغة العرب الشماليين واللغة الحبشية. كذلك فإن الخط الذي كتب به النقش الذي نحن بصدد الحديث عنه كان البداية لمعرفة العلاقة بين الخط العربي الجنوبي وبين الخط الذي كتبت به بعض النقوش التي عثر عليها في سيناء, وهو الخط الذي يمثل حلقة الوصل بين الأبجدية الفينيقية والأبجدية المصرية القديمة التي أخذت عنها الأبجدية الفينيقية وطورتها٢٢.

كذلك نعرف من بعض النقوش معلومات عن الأحوال والنظم والقوانين والعبادات التي كانت سائدة في منطقة أو أخرى من شبه الجزيرة. وفي هذا المجال فقد تم العثور حتى الآن في اليمن وحدها على حوالي ٤ آلاف نقش يرجع أقدمها إلى القرن التاسع أو الثامن ق. م. على أقل تقدير، ويمكن تصنيفها إلى عدة أنواع؛ فبعضها يتصل بنذور قدمها بعض الأشخاص إلى الآلهة "إلمقه" و"عشتار" و"شمس" وقد نقشوها على لوحات من البرونز وضعوها في معابد هذه الآلهة, ومنها نتعرف على جانب من عبادات المنطقة، وبعضها منقوش على جدران المعابد وبعض المباني العامة ليسجل ويخلد أسماء المهندسين المعماريين الذين أسهموا في بنائها، ومن هذه النقوش "إلى جانب


٢٢ عن النقوش المعينية - السبئية في القسم الشمالي الأوسط من شبه الجزيرة راجع حاشية ٢٠. عن نقش نجران راجع: لوحة ٢١. راجع كذلك hitti: ذاته ٥١-٥٢.

<<  <   >  >>