للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالمنطقة مثل الحضارة المصرية القديمة حيث عبدت الشمس تحت اسم الإله رع أو حضارة وادي الرافدين حث كان الإله شمس أحد الآلهة الرئيسية. كذلك عرف عرب شبه الجزيرة عبادة نسر وهو أيضا من عبادات الجنوب، وعبادات أخرى مثل عبادات سواع ويغوث ويعوق وبعل. كذلك يذكر القرآن الكريم عبادة اللات التي أشار المؤرخ اليوناني هيرودوتس HERODOTOS "أواسط القرن الخامس ق. م" إلى شيوعها عند العرب والتي قرن هذا المؤرخ بينها وبين عبادة أفروديتي aphrodite عند اليونان، كما يذكر القرآن الكريم عبادة العُزَّى، وعبادة مناة. ويبدو من الألفاظ الواردة في الإشارة القرآنية أن هذه الآلهة الثلاثة السابقة كانت تشكل عند العرب ثالوثا لها١٦، وهي الفكرة التي قد تشير إلى فكرة التثليث التي كانت سائدة في بعض بلاد الشرق الأدنى في العصور القديمة مثل إيزيس وأوزيريس وحورس في مصر القديمة، وهي الفكرة التي ظلت سائدة حتى ظهرت في بعض مذاهب العقيدة المسيحية بعد ذلك.

أما عن الصراعات التي كانت تدور في مجال الحياة الدينية، فهنا يتحدث القرآن الكريم في مواضع عديدة عن عدد من حركات الإصلاح التي ظهرت في صورة دعوات دينية قام بها عدد من الأنبياء في عدد من مناطق شبه الجزيرة


١٦ عن المعبودات القديمة في القرآن الكريم، الشمس في سورة النمل: ٢٤، الشعرى في سورة النجم: ٤٩، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر في سورة نوح: ٢٣، ٢٤، نص عربي جنوبي تظهر فيه عبادة ود في anet ص ٥٠٦، عن ثالوث الكواكب المعبودة في معين بالعربية الجنوبية راجع، جواد علي: ذاته، ج٢، ص١١٤، عن عبادة نسر عند العرب راجع كذلك، التلمود: عبودة زاره، ١١ب، كذلك يذكرها ابن الكلبي: كتاب الأصنام "طبعة القاهرة" ١٩٦٥، صفحات ١١، ٥٧. عن عبادة بعل، سورة الصافات: ١٢٥، اللات والعزى ومناة في سورة النجم: ١٩-٢٠، فكرة التثليث نستنتجها من ألفاظ الآية ٢٠ المشار إليها {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} . اللات عند هيرودوتس تحت اسم اليلات alilat ومقارنتها بأفروديتي الآلهة راجع: erodotus: historiae ١,١٣١.

<<  <   >  >>