للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبل قيام الدعوة الإسلامية مثل دعوة هود في قوم عاد الأولى في العربية الجنوبية، ودعوة أو حركة إصلاح أخرى في سبأ الجنوبية لا يذكر لنا القرآن الكريم اسم صاحبها وإن كان يذكر رفض السبئيين لها، ثم دعوة صالح في قوم ثمود ودعوة شعيب في أهل مدين، ودعوة أخرى لعاد الثانية لم يذكر صاحبها أو نبيها, وكل من هذه الدعوات الأخيرة قامت في القسم الشمالي من شبه الجزيرة. ثم يذكر كيف لقيت هذه الدعوات تصديا عنيفا من جانب هذه الأقوام بحيث لم يكتب لها النجاح أو الانتشار. ونحن ندرك من سياق الآيات القرآنية أن الذين عارضوا هذه الدعوات أو رفضوها أو حاربوها يشكلون طبقات أرستقراطية يشير القرآن الكريم إلى سطوتها وبطشها وأنها كانت تستعين على ذلك بثرائها العريض. ويشير القرآن الكريم بشكل مباشر إلى المورد الاقتصادي الزراعي الذي كانت هذه الطبقات تستمد منه ثروتها كما يشير بشكل ضمني إلى مورد آخر لهذه الثروة وهو المورد التجاري الذي نستنتجه من موقع هذه الأقوام أو المدن سواء على الخط التجاري الذي كان يربط جنوب شبه الجزيرة بشاطئ الخليج وبوادي الرافدين, وهو الخط الذي يمر بمنطقة الأحقاف حيث موطن عاد الأولى، أو على الخط التجاري الموازي للبحر الأحمر في غربي شبه الجزيرة وهو الخط الذي كانت تسيطر عليه مواقع الأقوام والمدن الأخرى. كما يشير القرآن إلى مورد صناعي لهذه الثروة نتعرف منه على بعض نشاط يتعلق بالتعدين وصهر المعادن وبعض الصناعات القليلة المتصلة به١٧.


١٧ عن تصدي بعض أقوام شبه الجزيرة لدعوات أو حركات الإصلاح, في حالة عاد راجع سورة هود: ٥٠-٥٨، وفي هذه الآية الأخيرة إشارة إلى فريق المؤيدين وفريق المعارضين، كذلك، سورة الحج: ٤٢، العنكبوت: ٣٨، الأحقاف: ٢١. في حالة ثمود، سورة هود: ٦١-٦٦، المؤيدون والمعارضون يظهرون في الآية الأخيرة، كذلك، الإسراء:٥٩، النمل:٤٥، الذاريات: ٤٣. وفي حالة مدين، الأعراف: ٨٥-٩١، صراع المؤيدين والمعارضين في آية ٩٠. في حالة سبأ، سورة سبأ: ١٥-١٦. عن الدعامة الاقتصادية الزراعية، سورة سبأ ١٥،=

<<  <   >  >>