للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الكتابة عن المسائل الجغرافية، والقضايا المتعلقة بالتاريخ الطبيعي، وقد وصلتنا دراسات هذين الكاتبين عن طريق كاتب كلاسيكي لاحق هو أريانوس arrianos, كما وصلت أجزاء منها ومن بقية المعلومات المتعلقة باستعدادات الحملة عن طريق كاتب كلاسيكي آخر هو سترابون١١.

ومن هذه الكتابات نعرف تقويم هؤلاء المتخصصين لشبه الجزيرة العربية آنذاك, فمساحتها "حسب تقديرهم" تقارب مساحة الهند، وساحلها المطل على البحر الأحمر يبلغ طوله من رأس الخليج أيلة "خليج العقبة حاليا" شمالًا إلى مدخل البحر الأحمر عند طرفه الجنوبي ١٤ ألف ستاديون "حوالي ٢٥٩٠ كيلومترًا"، وسواحلها تصلح لإقامة المدن وإنشاء المرافق، هذا إلى جانب معلومات عن الأماكن التي توصل إليها قادة الإسكندر على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، والجزر الصغيرة القريبة من هذا الساحل، وسكانه وعادتهم ومواردهم وأهم هذه الموارد -وهو الطيوب والتوابل- ونوعية الأماكن التي تنبت بها١٢.

وإذا كان اهتمام هذين الكاتبين قد عكس اهتمام الإسكندر، فسجلا أول تفاصيل عن مساحة شبه الجزيرة وسواحلها، فإن كاتبًا متخصصًا ثالثًا ينتمي إلى الفترة ذاتها، وهو ثيوفراستوس THEOPHRASTOS، وكان أخصائيا في التاريخ الطبيعي وأحد تلاميذ أرسطو وخليفة هذا المفكر في رئاسة معهد اللوقيون LYKEON, كان أول من ذكر السبئيين وتكلم بشكل تشريحي عن اللبان والمر الذي تستنتجه منطقتهم، كما أعطانا معلومات عن تجارتهم


١١ arrianos: ذات المرجع، المقدمة، وفيها يذكر أريانوس أن كلًّا من هذين الكاتبين قد كتب دراسة عن الإسكندر، كما يذكر أسباب اعتماده في دراسته على ما كتباه، strabo: XVI, ١: II, ٣:٢, ٣, ٥, ٧.
١٢ arrianos: VII, ١٩:٦,٢٠ راجع كذلك الحاشية السابقة.

<<  <   >  >>