للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخريطة، ورغم أنه يترك بعض المناطق، مثل الركن الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة بين خطي عرض ٣٣ و٣٥.٥ شمالًا دون أن يسجل فيه مكانا واحدا، بينما يكدس في القسم الجنوبي الشرقي منها عددا كبيرا من الأسماء لا ينتمي بعضها إلى المنطقة، بالرغم من كل هذا فالدراسة والخريطة لا تفقدان ما أسلفت الإشارة إليه من قيمتهما كأدق ما وصل إلينا عن المنطقة من العصر القديم.

وقد قسم بطلميوس شبه الجزيرة العربية إلى ثلاثة أقسام: العربية الصحراوية arabia erema والعربية الصخرية والحجرية arabia petraea والعربية الميمونة arabia eudaemon. والحدود التي وضعها لهذه الأقسام هي أول حدود لا تعطى بشكل عام تقريبي كما كان الحال مع سابقيه٢٨، فهو يعطينا أسماء المواقع وخطوط الطول والعرض التي تحدد هذه الأقسام. ونحن إذا أدخلنا في اعتبارنا الخطأ الذي وقع فيه بطلميوس في خطوط الطول والعرض، وجدنا هذا التحديد يتفق مع التضاريس الطبيعية للمنطقة، وتبقى هناك ملاحظة على الخريطة المذكورة وهي أننا نستنتج من حديث بطلميوس أنه يضع الطرف الشمالي للخليج في مكان قريب من مدينة النجف الحالية، ولكنا نستطيع أن نفهم السبب الذي حدا به إلى ذلك إذا تذكرنا أن الكتاب الكلاسيكيين كانوا يعتبرون مستنقعات الأهوار الواقعة في جنوبي وادي الرافدين والتي تبدأ قريبا من موقع مدينة النجف الحالية امتدادًا للخليج, وهو رأي يظهر واضحا من تعريف بطلميوس للحدود الجانبية لوادي الرافدين٢٩.


٢٨ من بين هؤلاء، على سبيل المثال, didorus:II,٥٤,strabo: XVI, ٢:٢,٣,٣:١ كذلك أراتوستنيس في strabo: XVI,٤:٢.
٢٩ ptolemaios: gegr: V,١٤:٥,١٨-١٩ الساحل الشمالي للخليج الفارسي عند بطلميوس، ذاته، ١٩: VI,٧:١٩ راجع حديث بلينيوس عن تراجع الخليج أمام الطمي الذي يحمله النهران plinius: HN,vi, ١٣٩-٤٠ -الأمر الذي يجعلنا نفهم إلى حد ما اعتبار بطلميوس لبداية منطقة الأهوار على أنها بداية للخليج.

<<  <   >  >>