وموقفهم إزاء رجالها والمبشرين بها في المنطقة. وضمن هذه العوامل الثلاثة انحصر اهتمام الكتاب الكلاسيكيين في هذا العصر بالعرب كمجموعة بشرية يتحدثون عنها بشكل جانبي في أثناء حديثهم عن أحوال العالم الروماني وصراعاته، وحين يتحدثون يكون حديثهم عن صفات هذه المجموعة البشرية التي يود الرومان أن يعرفوا إلى أي مدى يمكنهم الاعتماد على خصائصها العسكرية أو ولائها السياسي أو استجابتها الدينية للعقيدة الجديدة.
ومن المؤرخين الذين برزوا في هذه المرحلة ثلاثة يمثلون نوعية الاهتمام الجانبي المذكور بالعرب آنذاك. وأول هؤلاء هو يوسيبيوس eusebios الذي نشأ في قيصرية caesarea في فلسطين وأصبح أسقفًا لهذه المدينة في ٣١١م. وقد ألف كتابًا عن أحداث تاريخ اليونان والرومان تحت اسم الحوليات chronika جاءت فيه إشارات عابرة إلى العرب في بعض المواضع، ولكن ربما كان أهم كتبه هو "تاريخ الكنيسة" ekkiesiastikes historias، وهو يحتوي على إشارات متفرقة إلى العرب و"بلاد العرب" التي كان يعني بها دائما المنطقة المجاورة لسورية. والإشارات تدور كلها، دون استثناء، في نطاق انتشار العقيدة المسيحية أو ما يتصل من أشخاص ومواقف وأحداث. فهو يحدثنا مثلا عن أن حاكم بلاد العرب قد أرسل رسالتين إلى والي مصر وإلى أسقف الإسكندرية ليرسلا له الفقيه الديني المسيحي أوريجينيس origines السكندري ليلتقي به، وأن أوريجينيس قد ذهب إليه وأنجز المهمة التي ذهب إليها ب, ويحدثنا كذلك عن بيريللوس beryllos الذي كان أسقفًا في مدينة بصرى في "بلاد العرب" وكيف حاول أن