للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينحرف بالكنيسة عن طريق تبني أفكار غريبة عن العقيدة المسيحية وكيف التقى به أوريجينيس السكندري وأعاده إلى طريق العقيدة السوية، وهو أمر يذكر بوسيبيوس أنه حدث في مناسبات أخرى ج, كما يحدثنا عما لقيه بعض رجال الدين المسيحي من تشريد أو استعباد أو قتل على يد العرب "يقصد الوثنيين منهم" د.

أما الكاتب البارز الثاني في هذه المرحلة فهو أميانوس ماركلينوس ammianus marcellinus الذي ولد في أنطاكية من أصل سوري في ٣٣٠م, وعاش في القرن الرابع الميلادي وكان آخر المؤرخين الرومان العظام. وقد كتب كتابا باللاتينية "التي كانت بالنسبة له لغة مكتسبة" أسماه التواريخ historiae يغطي الفترة ما بين ٩٦ أو ٣٧٨م. وقد اندثرت من هذا الكتاب الأبواب الثلاثة عشر الأولى وتبقى منه القسم الذي يبدأ بالباب الرابع عشر وينتهي بالباب الحادي والثلاثين وهو يغطي الأحداث الواقعة بين عامي ٣٥٣ و ٣٧٨م. ورغم أن هذا المؤرخ يشير إلى العرب بشكل عرضي ضمن وصفه لبعض الأحداث مثل غيره من مؤرخي هذه الفترة، إلا لي أن إشاراته تستمد قيمتها من معاصرته للأحداث التي كتب عنها "على الأقل في القسم المتبقي من كتابه" وفي بعض الأحيان من رؤيته لها في أثناء الحملات التي اشترك فيها كرجل عسكري، ومن بينها ملات روما ضد الإمبراطورية الفارسية في الشرق. كذلك يزيد من قيمة هذه الإشارات اهتمامه بملامح الشخصية الجماعية لمن يتعرض لوصفهم، وهو أمر ربما اكتسبه من رحلات المتعددة التي قام بها سواء في أثناء خدمته العسكرية أو في غير ذلك من الأوقات وهي رحلات


ج ibid: VI,٣٣: ١-٣, ٣٧-١.
د.VIII,١٢:١ "وهنا يصف العرب بالبربرية" ibid:VI, ٤٢: ٣-٤.

<<  <   >  >>