من طبقة الأعيان، ثم عين محافظًا للقسطنطينية في ٥٦٢م وتوفي بعد ذلك بثلاث سنوات.
وقد كانت التجربة التي اكتسبها سواء من خلال عمله العسكري أو مركزه المدني أو من رحلاته المتعددة، عاملا أعطى قيمة للكتب التي قام بكتابتها، ومن بين هذه كتاب عن المباني ktismata أشار في مواضع قليلة منه إلى العرب، وإن كانت إشاراته لا تفرق بين عرب شبه الجزيرة وغيرهم، كما نلمس، على سبيل المثال، من حديثه وهو بصدد وصفه لإحدى الكنائس في سيناء عن تعزيز هذه الكنيسة بجامعة عسكرية تخوفا من العرب الذين قد يقتحمون المكان "ويتخذونه قاعدة للتسلل نحو الأماكن القريبة من فلسطين" ل. وواضح هنا أنه يعني بإشارته هذه قبائل الأعراب في صحراء سيناء. على أنه يتحدث كثيرا عن العرب في كتاب آخر من كتبه أعطاه تسمية "عن الحروب" hyper ton poiemon والكتاب يقع في ثمانية أجزاء خصص الجزأين الأولين منها للحروب بين البيزنطيين والفرس، وهما الجزءان اللذان يهماننا في صدد دراستنا الحالية، إذ فيهما يتحدث كثيرا عن العرب في مجال حديثه عن إمارتي الغساسنة واللخميين اللتين كانتا تمثلان المنطقتين الحدّيتين أو منقطتي نفوذ الإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية على التوالي، ومن ثم كان لهما دور في الصراع العسكري بين هاتين الإمبراطوريتين.
وفي هذين الجزأين من كتابه تدور المعلومات التي يوردها عن العرب داخل نطاقين رئيسيين. وفي أحد هذين النطاقين يصف الأحداث والمواقف التي تتصل بالغساسنة والمناذرة في وضعهما بين الإمبراطوريتين الكبيرتين. فهو يحدثنا مثلًا عن الحارث "ARETHAS" الثاني بن جبلة وكيف أقامه الإمبراطور بوستنيانوس justinianus "جستنيان" ملكًا للعرب "يقصد عرب بني غسان" وحثه على التصدي للمنذر "ملك إمارة اللخميين في