للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السياسة البيزنطية إزاء الإمبراطورية الفارسية ومن ثم إزاء كل من إمارتي الغساسنة واللخميين.

أما النطاق الآخر الذي دار فيه حديث المؤرخ عن العرب فإنه يتعلق من جهة بأحوال العرب فيتحدث عن أماكن سكناهم في المناطق المزروعة بالنخيل أو في فلسطين وعن أحد أعيادهم الدينية وعن اشتراكهم كجنود سواء مع القوات الفارسية أو الرومانية "البيزنطية" وهكذا٣٢، كما يتعلق من جهة أخرى بشخصيتهم كمجموعة بشرية. وفي هذا الصدد يصف بروكوبيوس العرب بعدد من الأوصاف يبدو فيها شيء من التحامل على العرب في عديد من المواضع، وإذا كان يظهر من حديثه في بعض الأحيان أن العرب الذين يقصدهم هم عرب البادية في شمالي شبه الجزيرة العربية وفي بعض الأحيان في جنوبها "وهو بسبيل حديث عام من شبه الجزيرة" إلا أنه يبدو في أحيان أخرى أنه يتحدث عن العرب عموما بما في ذلك عرب الغساسنة واللخميين والمسئولين فيهم. وفي هذا الصدد نجده يصف العرب في الحرب بأنهم يجيدون السلب والنهب ولكنهم لا يجيدون اقتحام المدن وبأنهم كثيرا ما يشنون الحروب فيما بينهم، وبأنهم لا يأتي ذكرهم حين تعقد المعاهدات، وفي مناسبتين ذكر عن بعض قبائلهم أنهم برابرة barbaroi وأنهم من أكلة لحوم البشر٣٣ anthropophagoi.


٣٢ على الترتيب:
op. cit:١,١٩:٧-٨, ١٠:١١, ١٦:١٨, ١,١٧:١, ١٨:٣٠,١١, ٢٧:٣٠ ١, ١٨:٧ , ٢٦, ٣٥, ١١, ١٦:٥.
٣٣ على الترتيب:
op. cit: ١١, ١٩:١٢, ٢٨:١٢-١٤, ١:٥, ١, ١٩:١١, ١٥.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن وصف العرب بالبرابرة "I, ١٩:١١" وقد ورد كذلك عند بوسيبيوس، راجع حاشية "٣٥" أعلاه. كما تجدر الإشارة كذلك بأن وصف البرابرة لم يكن يعني دائما التحقير من شأن =

<<  <   >  >>