يرجع في أحد أسبابه إلى التكاليف التي تستتبعها الدقة الصارمة في اتباع هذه الشعائر.
ثم يذكر لنا الكاتب أنه في الزمن السابق لوقته "عاش الكاتب في أواسط القرن الثاني الميلادي"، حين كانت فرصة تسويق اللبان أقل منها في وقته، كانت العادة أن يجمع اللبان مرة واحدة في العام، أما في وقته فإن الطلب الكبير على هذه السلعة أدى إلى جمعها مرتين في العام، إحداهما في الربيع، والأخرى حين تصل حرارة الصيف إلى أشدها. أما بعد أن يجمع المحصول من الغابات فإنه يحمل على الجمال إلى العاصمة شبوه SABOTA ويفتح أحد أبواب المدينة لتدخل منه هذه القوافل المحملة باللبان. وقد حرص ملوك سبأ على أن تلتزم هذه القوافل الطريق العام الممتد بين الغابات والعاصمة واعتبروا أن الانحراف عنه يشكل جريمة أساسية يعاقب مرتكبها "وهو أمر يدلنا على حرص هؤلاء الملوك على ألا يكون هناك أي تلاعب في المحصول وهو في طريقه إلى المدينة". فإذا ما دخلت القوافل إلى شبوه أخذ الكهنة عشر المقدار تقدمة إلى إله المدينة, قبل أن يسمحوا لأحمال اللبان أن تعرض في السوق, وينفق هذا العشر في آداب دينية عامة تقام باسم هذا الإله٢١.