للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه المناطق في أواسط القرن الأول الميلادي حين يذكر في مجال الحديث عن هذه السلع أن "الهند والصين وشبه جزيرة العرب تأخذ منا كل عام ١٠٠ مليون سستركه sesterces "عملة رومانية""، ونعرف أن هذا المبلغ كان شيئا كثيرا، حتى بالنسبة إلى الإمبراطورية الرومانية آنذاك، من العبارة التي ينهي بها حديثه في هذا الموضع حيث يقول في تعجب ظاهر: "وهذا هو ما كان يكلفنا ترفنا ونساءنا"٢٢.

وقد عاد هذا المورد التجاري على عدد من مناطق شبه الجزيرة بقدر كبير من الثروة "بغض النظر عن نصيب الطبقات المختلفة في المجتمع من المشاركة في هذه الثروة". ويتحدث الجغرافي اليوناني سترابون strabo عن غنى المنطقة الجنوبية الغربية في مجال وصفه لأسباب الحملة الرومانية التي جردها أغسطس، أول الأباطرة الرومان، على هذه المنطقة في ٢٤ ق. م. فيذكر أن الحافز الذي دفع الإمبراطور الروماني إلى محاولة احتلالها هو ما سمعه عن ثروة سكانها ومن ثم كان هدفه هو "التعامل معهم كأصدقاء أثرياء أو السيطرة عليهم كأعداء أثرياء"٢٣. وبصرف النظر عن مدى ما في هذا التعليل من دقة أو تطابق مع أهداف أغسطس من الحملة فإن الإشارة واضحة إلى ثروة المنطقة. كذلك يتحدث الكاتب الموسوعي الروماني بلينيوس plinius عن العرب فيذكر أنهم " في عمومهم, أغنى أجناس العالم؛ لأن ثروات واسعة تتجمع في أيديهم من روما وبلاد فارس لقاء ما يبيعونه لهذين البلدين سواء من نتاج البحر "يقصد اللآلئ" أو من غاباتهم "يقصد غابات الطيوب",


٢٢ تعامل في طيوب الهند في strabo: ٤: ٢٥, وطيوب الحبشة في ariemidoros، منقول في strabo: XVI, ٤: ١٩، وطيوب الصومال في plinius: HN,XII, ٦٦. عن حجم المستوردات الرومانية من شبه جزيرة العرب "ضمن مناطق أخرى" plinius, HN,XII,٨٤.
٢٣.strabo: XVI,٤:٢٢

<<  <   >  >>