"٧٤٤-٧٢٧ ق. م." وبين ملكتين عربيتين هما الملكة زبيبة والملكة سمسي، وفي القرن السابع ق. م. نسمع من النقوش ذاتها عن معاملات سياسية بين الملك الآشوري إسار حدّون "٦٨٠-٦٦٩ق. م" وبين ملكة عربية أخرى هي إسكلاتو. كما نسمع في الكتابات اليونانية في أواخر القرن الرابع الميلادي "حوالي ٣٨٠م" عن "ماوية، ملكة العرب" التي قامت بعدد من الغارات على الأراضي الفلسطينية والفينيقية١٦.
وإلى جانب السيد أو شيخ القبيلة نستطيع أن نتبين من النصوص وجود تجمعين أو مجلسين يشاركانه في تصريف أمور القبيلة: أحدهما هو مجلس أعيان القبيلة والآخر يضم كل أفراد القبيلة. ويشير القرآن الكريم إلى المجلس الأول في أكثر من مناسبة تحت اسم "الملأ". وحقيقة إن هذه التسمية قد وردت في إحدى الآيات القرآنية لتدل على مجرد مجموعة من الناس، كما وردت في آيات أخرى قليلة بشكل قد يحتمل المعنى العام والمعنى الخاص الذي نحن بصدد الحديث عنه، ولكن الصفة المتواترة عند ذكر هذه التسمية تشير بشكل لا يشوبه الغموض إلى أن المقصود منها هو هذا المجلس الذي يضم الأعيان, الذين يبدو منطقيا أنهم كانوا رؤساء الأحياء والأسر التي تشكل القبيلة. ولنا أن نستنتج أن هذه التسمية بالذات هي التي كانت سائدة للتدليل على هذا المجلس، طالما أن القرآن الكريم يذكرها على أنها شيء معروف عند العرب الجاهليين الذين كان يخاطبهم.
١٦ ملكة سبأ في سورة النمل: ٢٢-٢٣ "راجع الباب الخاص بالمصادر الدينية في هذه الدراسة"، كذلك التوراة، سفر أخبار الأيام الثاني، إصحاح ٩: ١ وما بعدها، عن الملكات العربيات اللاتي ترد أسماؤهن في النصوص الآشورية، زبيبة وسمسي في عهد تجلات بيليسر في ANET ص٢٨٣، مثال آخر للملكة سمسي على عهد سرجون الثاني "٧٥٠-٧٢١ ق. م" في ذاته: ص٢٨٦، الملكة إسكلاتو، في ذاته: ص٢٩١، الملكة ماوية في THEOPHANES: ٦٤ "طبعة BOOR".