نجد الإمبراطور الفارسي شابور الأول يغزو قسمًا كبيرًا من سورية -التي كانت ولاية رومانية- ويأسر الإمبراطور الروماني فاليريانوس valerianus, وهنا يتدخل أذينة "أوديناتوس odenatus عند الرومان" أمير تدمر لصالح الرومان وينجح في مطاردة الإمبراطور الفارسي شابور إلى حدود عاصمة طيسفون ctesiphon "المدائن فيما بعد، طاق كسرى الآن على حدود بغداد". وكانت النتيجة التي ترتبت على ذلك هي مزيد من الثقة الرومانية التي جعلت الرومان يعطون هذا الأمير التدمري في ٦٦م سلطة فعلية على بعض الولايات الرومانية وهي سورية والعربية الشمالية وربما أرمينية، وإن كانت السلطة الاسمية التي أضفاها عليه الإمبراطور الروماني جالينيوس٤٧ galienus "٢٥٣-٢٦٨ م"٤٧.
ولكن مع ذلك فإن المنطلق الأساسي للسياسة الرومانية إزاء تدمر كان بطبيعة الحال هو المصلحة الرومانية في المقام الأول. وعلى هذا فحين شكت روما في بعض تصرفات البيت الحاكم التدمري نجد هذا الأمير "أذينة" وابنه يغتالان في حمص، على أرجح الظن, بتدبير من روما. ويتكرر موقف روما المنبثق من مصالحها في عهد الملكة الزباء "زينوبيا zenobia" التي خلفت زوجها أذينة كوصية على ابنها الصغير وهب اللات "فابالاتوس VABALATUS". وقد سبق أن رأينا في مناسبة سابقة أن الرومان وسعوا نطاق سلطتها مكافأة لها على رعاية مصالح الإمبراطورية الرومانية؛ لتمتد، إلى جانب تدمر، إلى سورية وشمالي الجزيرة العربية. ولكن حين حاولت هذه الملكة الطموحة أن تنتهز انشغال الإمبراطور الروماني أورليانوس aurelianus في بعض الحروب لتمد نفوذها على بعض المناطق في مصر وفي آسيا الصغرى عاجلها الإمبراطور