للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي كانت تقطن أواسط آسيا إلى الغرب لتشكل هي والقبائل الجرمانية النازحة من شمال أوروبا بعد اختلاطهما بالسكان الأصليين في وسط هذه القارة قاعدة للشعوب والقوميات الأوروبية في هذه المنطقة٨.

ونتيجة كل هذه التحركات البشرية هي أنه لم تتبقَّ إلا جيوب قليلة في مناطق هامشية "مثل الأطراف الشرقية لآسيا" أو مناطق ظلت مقفلة نسبيا إلى عهد قريب جدا "مثل أواسط إفريقيا" هي التي احتفظت بنقاء عنصري نسبي عام "رغم تسربات واختلاطات داخلية تبعدها عن النقاء العنصري الخالص". ووسط كل هذا نجد المنطقة التي تسكنها الشعوب التي أطلق عليها اسم الشعوب السامية, تنتشر في منطقة تبتعد، بسبب موقعها المتوسط في الجزيرة العربية والمناطق المتاخمة لها في منطقة الهلال الخصيب "وادي الرافدين وبادية الشام وسورية وفلسطين" بين شطري العالم الشرقي والغربي، عن أي انغلاق أو تقوقع عنصري يعطيها نقاء عنصريا واضحا يمكن أن يتخذ أساسًا لفكرة السامية.

هذا عن قضية النقاء العنصري وقد اتضح لنا من مناقشتها أن الحديث عن جنس أو عنصر سامي يصلح أساسا للتسمية السامية هو أمر أقل ما يقال فيه هو أنه مستبعد علميا، ويبقى الحديث عن اتخاذ اللغة أساسا لوحدة الجنس أو العنصر. وفي هذا المجال فإن الثابت من الملاحظة التاريخية هو أن اللغة لا تصلح أساسا لأي تحديد عنصري؛ لسبب بسيط هو أن الفئات البشرية لها قابلية غريبة لالتقاط اللغات إذا كان ذلك يخدم أهدافًا مصلحية أو عمرانية. وأول


٨ عن هجرات اليوانان راجع:
j.b.bury: a history of greeCe ط، ١٩٤٥ london، صفحات ٥-٧ و ٨٦- ١٠٥. عن هجرات البرابرة إلى داخل حدود الإمبراطورية الرومانية راجع: ط ٢ "١٩٦٠ london" m.cary' a history of rome صفحات ٧٢٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>