٢٣٧١-٢٣١٦ ق. م" وإن كان هذا لا يعني أنهم لم يكونوا موجودين في المنطقة قبل ذلك. وقد كانت منطقتهم أكّد تقع إلى شمالي المدن السومرية التي ظهرت منذ فجر التاريخ في جنوب الوادي ورغم أن تداخلا حدث بين الأكديين وبين السومريين قبل عهد سارجون كما يشير إلى ذلك عدد من الألفاظ السومرية التي تبناها الأكديون وعدد من الألفاظ الأكدية السامية التي تبناها السومريون "وهم شعب كان يتحدث لغة لا علاقة لها بالمرة باللغات السامية" إلا أننا لا نجد نصا سومريا واحدا -على كثرة ما عثر عليه من هذه النصوص- يصف الأكديين بأنهم أعداء أو غزاة أو بدو، وهذا يشير إلى أنهم لم يكونوا وافدين إلى المنطقة من الصحراء, وإنما كانوا مستقرين فيها مثلما كان السومريون مستقرين في الجنوب. وفي الواقع فإن هذا الاستقرار يشير إليه أكثر من دليل, فقد كان الأكديون -رغم اختلاف اللغة- يمارسون نفس نمط الحياة الذي كان يمارسه السومريون "ولا غرابة في ذلك فالشعبان تحيط بهما ظروف طبيعية واحدة". فهم يعيشون مثلهم حياة حضرية في المدن والقرى ويشاطرونهم نفس أسلوب الحياة ونفس المعتقدات الدينية. وحين أصبحت السيادة على المنطقتين للأكديين منذ عهد الملك سارجون غيرت هذه السيادة تاريخ وادي الرافدين بأكمله، ولكنه رغم ذلك لم تغير الشخصية السومرية لحضارة وادي الرافدين. ومن بين الجوانب الكثيرة التي تشير إلى هذه الحقيقة جانب المعتقدات الدينية التي ظلت كما هي في مضمونها، وجانب الملاحم البطولية التي ظلت تتخذ محورا لها أبطالا سومريين وجانب الأساطير التي كانت في عهد السياسية الأكدية مجرد ترجمة للأساطير السومرية في أغلب الأحيان٣٣.