للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ - التبرك بذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، ويكون ذلك على الوجه المشروع، وهو طلب البركة من الله عز وجل بذكر القلب، واللسان، والعمل بالقرآن والسنة على الوجه المشروع؛ لأن من بركات ذلك اطمئنان القلب، وقوة القلب على الطاعة، والشفاء من الآفات، والسعادة في الدنيا والآخرة، ومغفرة الذنوب، ونزول السكينة، وأن القرآن يكون شفيعاً لأصحابه يوم القيامة، ولا يتبرك بالمصحف كوضعه في البيت أو في السيارة وإنما التبرك يكون بالتلاوة، والعمل به (١).

ب - أن يتبرك بالصلاة في المسجد الحرام طلباً للثواب المترتب على ذلك كما صح به الحديث، قال -صلى الله عليه وسلم-: " وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ " (٢).

ت - أن يتبرك بتقبيل الحجر الأسود أو استلامه أو الإشارة إليه اتباعاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- واقتداء به أما الحجر الأسود فليس فيه بركة في ذاته وإنما البركة في الاتباع والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في تقبيله أو استلامه أو الإشارة إليه اقتداء، يقول عمر رضي الله عنه: «إني أعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك» (٣).

وهكذا استلام الركن اليماني اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم واقتداء به.

ث - أن يتبرك بالطواف بالكعبة طاعة لله واستجابة لأمره تعالى، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى: تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيق} سجحالحَج الآية جمحتحجسحج.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» وطاف صلى الله عليه وسلم لحجه ولعمرته اذن التبرك المشروع هو بطاعة الله تعالى والاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم في أداء المناسك، أما التبرك بالكعبة بالتمسح بجدرانها لأجل


(١) عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة (٢/ ٧٥٥) وينظر: التبرك: أنواعه وأحكامه، للدكتور الجديع، (٢٠١ – ٢٤١).
(٢) أخرجه أحمد (٢٣/ ٤١٥) ح (١٥٢٧١)، وابن ماجه (١/ ٤٥١) ح (١٤٠٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢/ ٧١٤) ح (٣٨٣٨)، وصحح إسناده محقق المسند.
(٣) أخرجه البخاري (٢/ ١٤٩).

<<  <   >  >>