للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد صرح العلماء رحمهم الله بما ذكرته في هذا الجواب … كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم، والشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وغيرهم.

وأما حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته صلى الله عليه وسلم فشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له فرد الله عليه بصره … فهذا توسل بدعاء النبي وشفاعته وليس ذلك بجاهه وحقه كما هو واضح في الحديث … وكما يتشفع الناس به يوم القيامة في القضاء بينهم.

وكما يتشفع به يوم القيامة أهل الجنة في دخولهم الجنة، وكل هذا توسل به في حياته الدنيوية والأخروية .. وهو توسل بدعائه وشفاعته لا بذاته وحقه كما صرح بذلك أهل العلم، ومنهم من ذكرنا آنفاً" (١).

ب - التبرك بالأمكنة والجمادات.

- من التبرك الممنوع الذي يؤدي بالحاج إلى الوقوع في البدع والمحدثات الذهاب إلى الجبال مثل جبل حراء المسمى بجبل النور بمكة، لأجل التبرك بالغار الذي نزل فيه الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو التبرك بالذهاب إلى جبل ثور الذي اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته، أو التبرك بجبل عرفة وبالذات العمود الذي في أعلاه فكل هذا لم يدل عليه دليل فعندما حج النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذهب إلى غراء حراء، ولا جبل ثور، ولم يصعد على جبل عرفات وإنما وقف في أسفله عند الصخرات، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ (٢) كُلُّهَا مَوْقِفٌ» (٣).


(١) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز (٧/ ٦٥ - ٦٧).
(٢) جمع هي مزدلفة.
(٣) أخرجه مسلم (٢/ ٨٩٣) ح (١٢١٨).

<<  <   >  >>