للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - وقال تعالى عن تعظيم مناسك الحج ومنها الهدي وغيره من المناسك: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢] (١).

وهذه بعض الوقفات تعليقاً على هذه الآيات:

الوقفة الأولى: ماهي التقوى؟

التقوى بعبارة موجزة أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بامتثال الأمر واجتناب النهي.

الوقفة الثانية: التقوى عمل قلبي يظهر أثره على الجوارح.

قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: ٣٢].

فتعظيم شعائر الله دليل على تقوى القلوب، وأضاف التقوى في الآية إلى القلب لأن حقيقة التقوى فيه، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّات (٢). والمعظم لشعائر الله يبرهن على تقواه وصدق إيمانه (٣)، وهذا يدل على أهمية عمل القلوب وأثره على حياة العبد، فإذا حقق العبد التقوى ظهر عليه تعظيمه لشعائر الله تعالى في سره وجهره، ومن أبرز ما يظهر فيه أثر التقوى على العبد مناسك الحج، كما سياتي في الوقفة الآتية:

الوقفة الثالثة: الحج من أعظم العبادات التي تظهر فيها آثار التقوى على سلوك الحاج والمعتمر.

وذلك لأن الحج رحلة شاقة فيها مفارقة للأهل والوطن، وفيها جهد بدني، وبذل مالي، ولا يعين على ذلك إلا التقوى، فحين يقبل الحاج والمعتمر على فعل أمر الله واجتناب نهيه، ابتغاء أن يقيه الله عذاب الدنيا والآخرة، فحينئذ تسهل عليه أداء مناسك حجه وعمرته على أحسن حال يحبه الله ويرضاه.

الوقفة الرابعة: طرق عملية لتفعيل أثر التقوى على الحاج والمعتمر.

وهذه بعض الطرق العملية -على وجه الاختصار- التي تعين الحاج والمعتمر على تحقيق التقوى في حجه وعمرته:


(١) ينظر: التقوى في آيات الحج، د. إبراهيم الحقيل، موقع الألوكة على الشبكة.
(٢) أخرجه مسلم (٤/ ١٩٨٦) ح (٢٥٦٤).
(٣) ينظر: تفسير القرطبي (١٢/ ٥٦)، تفسير السعدي (٥٣٨).

<<  <   >  >>