للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حتى يُصيبَ قوامًا من عيشٍ، أو قال: سِدَادًا من عيشٍ، فما سواهنَّ من المسألة يا قَبيصةُ سُحْتٌ (١)، يكلُها صاحبُها سُحْتًا".

أخرجه مسلم (٢).

٥٠٠ - وعن عبد المطلب بن ربيعة قال: اجتمع ربيعةُ بنُ الحارث والعباسُ بنُ عبد المطلب، فقالا: واللَّه لو بعثْنَا هذَينِ الغلامَينِ -قال لي وللفضل بن عباس- إلى رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فكلَّمَاه، فأمَّرَهما على هذه الصدقات، فأدَّيَا ما يؤدِّي الناسُ، وأصابا مما يصيب الناسُ. قال: فبينما هما في ذلك جاء عليُّ بنُ أبي طالب فوقفَ عليهما، فذكرا له ذلك، فقال عليٌّ: لا تفعلا؛ فواللَّه ما هو بفاعلٍ، فانتحاه (*) ربيعةُ بنُ الحارث فقال: واللَّه ما تصنع هذا إلا نَفَاسةً (٣) منك علينا، فواللَّه لقد نِلتَ صهرَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فما نَفِسْنَاه عليك، قال عليٌّ: أرسِلُوهما، فانطلَقَا، واضطجع عليٌّ -رضي اللَّه عنه-. قال: فلما صلَّى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الظهرَ سَبَقاه إلى الحُجرة، فقمْنَا عندها حتى جاء، فأخذ بآذاننا ثم قال: "أخرجا ما تُصَرِّرانِ".

ثم دخل ودخلْنَا عليه، وهو يومَئذٍ عند زينبَ بنتِ جحش، قال: فتَواكلْنَا الكلامَ، ثم تكلَّم أحدُنا فقال: يا رسولَ اللَّه! أنت أبرُّ الناسِ وأوصلُ الناسِ، وقد بلغْنَا النكاحَ، فجئنا لتُؤمِّرَنا على بعض هذه الصدقات، فنؤدِّيَ إليك ما يؤدِّي الناسُ، ونُصيبَ كما يُصيبون. قال: فسكت طويلًا حتى


(*) "لامه".

(١) أي: حرام.
(٢) رواه مسلم (١٠٤٤).
(٣) أي: حسدًا.